الأحد، 14 يونيو 2015

صـناعـة الـسيـاسـة

يباح في السياسة ما لا يباح في سواها 
عدو اليوم صديق الغد .. والعكس صحيح ..
ولكن تبقى هناك آفة خطيرة لم تتخلص منها السياسة حتى يومنا هذا 
وهي إستخدام دماء الأبرياء في صناعة المخططات الإقليمية أو التحالفات والنزاعات السياسية الكبرى 
دوما يكون الثمن هو التضحية بالأبرياء من أجل الأهداف السياسية أيا كانت وكان نوعها .. وسوريا لا تختلف أبدا عن هذه القاعدة ولا تشذ عنها لأن بشار الأسد الذي يحمي فعليا حدود الكيان الصهيوني منذ عام 1973م وحتى اليوم حيث لم يطلق رصاصة واحدة رغم تجاوزات إسرائيل السافرة على الحدود السورية بل دخول الطيران الإسرائيلي إلى عمق دمشق نفسها .. 
ورغم كل هذا لم يطلق رصاصة ماضيا على نهج والده الذي أعطى الجولان بلا رصاصة واحدة وفي وضح النهار 
الرصاص اليوم رخيص جدا ومتوفر وما أسهل أن ينغرس في أجساد السوريين الأبرياء لمجرد أن بشار لا يريد التنحي وترك خدمة سادته في طهران وحليفتهم إسرائيل 
في الثمانينات الميلادية قامت أمريكا بتأسيس فرع قتالي للمجاهدين الأفغان وضمت إليه وحدات عربية متعددة جعلت قيادتها بيد أسامة بن لادن بعد أن دربته في معسكراتها بالسودان للمساهمة في القضاء على هيمنة الدب الروسي(الإتحاد السوفييتي سابقا ) في المنطقة إبان الحرب الباردة وفي ذروة حرب أفغانستان 
بل وتمادت في أن سهلت لإبن لادن تولي زمام القيادة بعد أن قامت المخابرات الأمريكية (وقيل جماعة بن لادن نفسها ) بتصفية القائد الروحي للمجاهدين الأفغان الشيخ الشهيد عبدالله عزام رحمه الله والذي عارض علانية تدخل أمريكا في تشكيل ودعم قيادات المجاهدين وأصر على الإكتفاء بالدم الذي يأتي من الدول الإسلامية  
التدخل الأمريكي خلق نزاعات إقليمية حيث كان لابد من تهييج الوضع وخلق رعب جديد للمنطقة بعد إنتهاء الحرب الباردة بسقوط الإتحاد السوفييتي  .. ومن أفضل من الإرهاب الإسلامي لهذه المادة المسرحية الأمريكية ؟
بدأ التنصل من إبن لادن وبدأت عمليات عديدة لخلق سيطرة على محور الجهاد الإسلامي الذي نجح في قهر الدب الروسي وتسبب في سقوط الإتحاد السوفييتي هنا جاء واجب أمريكا بأن تقتل فيروس المرض بفيروس تستطيع هي التحكم فيه مثل العلاج بالمضادات الحيوية فكان إنقسام القيادات الجهادية في أفغانستان والذي جعل القاعدة تولد في المنطقة ويتم طردها من قبل طالبان لتتحول المعركة الآن الى معركة فرض نفوذ وتنفيذ مباشر لهجمات انتحارية ضد الأهداف الغربية وأولها المصالح الأمريكية .. هل تذكرون .. صديق اليوم .. عدو الغد 
وهنا توحدت الأقطاب السياسية في محاربة الخطر ( الإسلامي ) الذي صنعته السياسة الأمريكية التي نشأت على الإرهاب وقتل الأبرياء كما فعلت في الهنود الحمر وهيروشيما وناجازاكي وفيتنام والصومال والعراق وغيرها من الشواهد الموثقة على أن الإرهاب هو صناعة أمريكية 100% 
هنا قامت الدعاية الإعلامية الغربية بتعزيز بناء هيكل البعبع الإسلامي وساهم إبن لادن بجرائمه في تدمير ونسب العنف والدمار للإسلام في العديد من العمليات والتي كان أكبرها أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م والتي وحدت المزيد من الأقطاب ضد الإسلام وساهمت في المزيد من الهيمنة السوداء لفكرة إرتباط الإرهاب بالإسلام ..
وهنا جاء الشيعة (حزب الدعوة العراقي ) ليعززوا مصالح عمائم إيران ويهولوا صورة الأسلحة المدمرة في العراق تمهيدا لبناء الهلال الفارسي المزعوم فدخل أذناب عمائم إبليس في طهران على ظهر الدبابات الأمريكية للعراق وقامت بإحتلال العراق وفرض هيمنة الولي الفقيه في طهران على العراق والبدء في حملة التطهير العرقي ضد المسلمين لصالح خامنئي في مجازر لم يتفوق عليها في البشاعة سوى مجازر عصابات حسن نصر الله وداعش ضد الشعب السوري تحت مظلة دويلة بشار الأسد المتهالكة ..
نهاية عهد إبن لادن في خدمة المخابرات الأمريكية جعلت من الواجب أن يتم إستحداث بعبع جديد يساهم في المزيد من الهيمنة الغربية والمزيد من الإقصاء للإسلام ووصمه بأنه ديانة قائمة على الإرهاب فكانت ما يسمى بدولة الإسلام في العراق والشام (داعش ) التي أسستها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لتكون الحل الأمثل لخلق المزيد من الغطاء للتغلغل الشيعي الإيراني في المنطقة وفرض المزيد من القمع والتعطيل لدول المنطقة كما هو حال لبنان الذي يرزح تحت بطش وهمجية دويلة حزب الله التي عطلت وخربت السلم الأهلي اللبناني وإغتالت العديد من الشخصيات السياسية اللبنانية وعلى رأسها الشهيد رفيق الحريري التي قامت القيادة السورية بتصفيته بيد مسيلمة الكذاب ( حسن نصر الله ) 
الإطلاع على مجرى الأحداث يؤكد دلالات عديدة أولها أن ظهور داعش هو لإبقاء بشار الأسد أطول فترة ممكنه وهو تمكين آخر بصناعة أمريكية أخرى لتعزيز المد الصفوي الإيراني في المنطقة وإسرائيل تتفرج في شغف وتتنفس الصعداء لوجود هذه التيارات التي في ظاهرها تتصارع بينما هي تسير وفق مسار متوازي يدعم التمدد الإيراني ويلهب الوضع أكثر في المنطقة بوقود رخيص عند المرتزقة في طهران وهو الشعب السوري والعراقي 
ما يحدث اليوم هو ترسيخ حقيقي لتحالف خفي تم الإعلان عنه في وقاحة عندما لم يطلق بشار الأسد رصاصة واحد على تنظيم (داعش) الذي يمارس ما يمارسه بشار الأسد وحسن زميرة .. قتل المسلمين في العراق والشام وتغيير ديموغرافية البلدين..
الدوائر تدور وتكشف الحقائق وكنت منذ أكثر من خمسة عشر عاما أقول أن حسن نصر الله هو مسيلمة الكذاب وأنه لن يتورع عن سفك دماء ملائكة السماء أنفسهم لعيون شيطانه الخميني ومن بعده خامنئي ولم يصدقني أحد 
حتى قام ذلك الدجال بضرب وإحتلال مؤسسات الدولة اللبنانية عام 2009م وقتل الناس في الشوارع حينها فقط إستيقظ الغافلون وأفاقوا من كذبة المقاومة وفلسطين التي صدع رؤوسنا فيها منذ أن ظهر في ثمانينات القرن الماضي ..
واليوم إستيقظ العرب على حقيقة حسن نصر الله 
مجرد كلب سعران سلطه خامنئي على لبنان ليمارس ما تمارسه إيران منذ نشأ فيها التشيع ..
 الإغتيال .. والتخريب .. والتفجير .. 
فلم يسلم موسم الحج نفسه من جرائم إيران والتاريخ يشهد بأكثر من حادثة قام فيها الإيرانيون بقتل الحجاج في مكة والمدينة بلا وازع من آدمية ..
الهيمنة الإيرانية التي فضحتها وقاحة المسؤولين الإيرانيين أنفسهم قادت المنطقة إلى حرب عقائدية جعلت الكثير يميزون أن الديانة الشيعية هي ديانة مستقلة تستهدف القتل والإغتيال والتخريب وتقتل من هو ليس شيعيا بدماء باردة كما هو الحال في العراق وبعده سوريا 
لن يصدق أحد اليوم أن الشيعة يرغبون في التعايش السلمي ..
ليس وخطابات حسن نصر ومرتزقته يذبحون الاطفال والنساء كالنعاج في سوريا ..
ليس وفيلق بدر وتجمعات الشيعة تذبح النساء وتبقر البطون وتقتل وتحرق البشر في العراق ..
ليس والشيعة يفخخون ويقتلون الأمن ويرفعون أعلام وصور خامنئي في البحرين والسعودية ..
إن صناعة السياسة والتحالفات في البيت الأبيض لا تراعي أبدا سوى مصلحة وجود الكيان الصهيوني وإيران توددت لهذا الكيان بكل السبل وعلى رأسها إستهداف الأبرياء وتخريب السلم الأهلي في الدول العربية 
وماذا يريد الصهاينة أكثر من هذا .. 
بحر متلاطم يحيط بها من الدماء التي يسفكها عتاة الإجرام في طهران ومن على شاكلتهم من القتلة مثل داعش والقاعدة وغيرها ..

عندما ندعي معرفة ما يريده الله .. يموت الأبرياء بلا ثمن .. 

عبيد خلف العنـزي