الثلاثاء، 25 يوليو 2017

السعودية العظمى

لست أنكر أبدا تلك النشوة التي غمرتني عندما سمعت الإعلامي والصحافي الأستاذ يوسف علاونة يسمي السعودية بالسعودية العظمى ..
إنه طرب يجتاح كل من يحب وطنه ويتمنى أن يكون وطنه خير الأوطان إقتصاديا وعالميا مثلما هو خير الأوطان دينيا بتشريف الله تعالى هذه البلاد بأقدس مقدسات المسلمين مكة والمدينة ..
لكن هناك أيضا شعور عارم بالفخر إنتابني أيضا وذلك لسبب بسيط جدا وهو أن السعودية بالفعل دولى عظمى ..
وهذا ليس كلام موشحات وشعارات بل هو حقيقة تاريخية ..
السياسة السعودية كانت ولا تزال سياسة النفس الطويل وإنتظار ما تختمر عنه الأحداث لبدء ردة الفعل وكانت هذه سياسة ملائمة للأوضاع التي عايشتها البلاد مسبقا ..
ولكن ما يميز السعودية هي كونها قادرة على المبادرة وصناعة القرار عندما تحتاج الأحداث المبادرة بالعمل وليس إنتظار ما تؤول إليه الأمور وهذا ما تجسد فعليا في الأزمات التي جابهت فيها السعودية خطر الإرهاب الذي أنتجته ولاية الفقيه وحلفاء محور الشر والرذيلة من الصفويين ومطاياهم من عوام الشيعة ..
منذ أعاد الخميني الصفوية إلى المنطقة بعد ثورة الشيعة المشؤومة والإرهاب هو صنيعة هؤلاء من وحي شعائر ديانتهم ووثنيات عقيدتهم التي تنشر الفساد والرذيلة لإعداد المنطقة لعودة المهدي المسردب الذي ينتظر الفرج منذ 1200 عام
إستمرت السعودية بمواجهة الخطر الإيراني وديانة الولي الفقيه التي خرجت عن كونها طائفة إسلامية عبر مدرسة جعفر الصادق رحمه الله لتكون ديانة وثنية تعبد القبور وتتبرك بالأضرحة وتعطي العصمة للموتى ..
وبقيت السعودية تمارس سياسة الهدوء أمام جمهورية إيران الإرهابية ورأى العالم كله محاولات الخميني وبعده خامنئي ضرب مكة والمدينة ورأى العالم كله مظاهرات وعنف الحجاج الإيرانيين ضد الأمن وضد حجاج بيت الله الحرام بل وصلت الأمور إلى أن يرى العالم الحقائب التي حملت المتفجرات بغية ضرب مكة المكرمة في موسم الحج ولكن الله سلم وتم القبض على الإرهابيين الإيرانيين ..
ثم تطورت الأمور إلى أن بدأ الشيعة في القطيف والبحرين والكويت في النشاط ضد الأمن القومي لدول الخليج وبدأت دعوة الإنفصال التي دعا إليها المجرم نمر النمر وإشتعلت المشكلة علانية بعد تفعيل دور وسائل التواصل الإجتماعي ليرى العالم كله ما كانت السعودية تعانيه بصمت وصبر على مدى عقود طويلة من الشيعة الموالية لديانة الولي الفقيه
شاهد العالم كله التظاهرات في الشوارع والإعتداء على رجال الأمن وتخريب المنشات ثم ظهرت الأسلحة فعرف كل السعوديين أن مطالبات الحقوق وتلك النداءات ما كانت سوى غطاء لحركة مسلحة للإنفصال مدعومة من إيران وهنا جاء البطش وكم أسعدنا أن تمت تصفية تلك الشراذم الذين أفسدوا على العباد دينهم ودنياهم ومع إعداد الإرهابي نمر النمر إشتعلت إيران التي تعدم شهريا مئات المسلمين ولم تعترض عليها السعودية ولكنها عقيدة ولاية الفقيه وما تريده من إنتشار وتوسع لديانتها الوثنية كما ورد في دستور جمهورية إيران الإرهابية بتصدير الثورة الخبيثة إلى دول المنطقة ..
كان السلاح الإعلامي لمحور الشيطان عاجزا عن الدفاع عن جرائم إيران التي إستخدمت فيها عوام وجهال الشيعة لضرب أوطانهم وتخريب السلم الأهلي في بلادهم لصالح أجندات الولي الفقيه فإنبرى مسيلمة الكذاب حسن نصر يدافع عن سادته رغم الأهوال التي يراها العالم أجمع ..
حزب الله نفذ عملية إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 2005 م لصالح النظام السوري بتوجهات من إيران لأن رفيق الحريري بكل المعايير كان أكبر من إيران وسوريا ونصر الله بمشروعه لنهضة لبنان الدولة وليس بمشروع دويلة حزب الله التي إختطفت لبنان وحولته إلى مكب نفايات ينتشر فيه التخريب والإغتيالات وتجارة المخدرات والدعارة بإسم المتعة مخرجة إياه بذلك من محيطه العربي إلى ثقب مظلم يسمى أجندات الولي الفقيه ..
وصمتت السعودية إزاء كل الإساءات التي قام بها محور إيران وأزلامها من منابر الإعلام اللبناني رغم وصول الإساءة إلى رموز السعودية نفسها وتركت السعودية اللبنانيين يعايشون حقيقة نصر الله الذي أراد أن يذر الرماد في العيون ويمسح عنه عار جريمة إغتيال الحريري بالتحرش بالكيان الصهيوني وكانت النتيجة دمار لبنان وبنيته التحتية رغم تحذريات السعودية من هذا الطيش الذي سيكلف لبنان الكثير وحدث ما حذرت السعودية منه وخرج لبنان مدمرا منكوبا وبكل صفاقة خرج نصر الله الدجال يحدثنا عن الإنتصار الإلهي وجلجلت الشاشات بالمستحمرين من حزب المماتعة ليتحدثوا عن الإنتصار الوهمي في تموز ..
ذلك الإنتصار الذي قتل فيه آلاف اللبنانيين وتدمرت مطارات لبنان وخزانات وقوده ونسفت شوارعه ومنازله ومقرات حكومته بينما نجا مسيلمة الكذاب ليحدثنا عن الإنتصار وأشلاء اللبنانيين لم تبرد بعد
وقامت السعودية ودول الخليج بإعادة بناء لبنان ليقوم حزب الله ومن معه من حمير المماتعة بسرقة خيرات لبنان وتجنيدها لتنفيذ أجندات الولي الفقيه بعد أن كشف عن وجهه القبيح عندما إختار اللبنانيون في الإنتخابات سعد الحريري لرئاسة الحكومة رغم شعاراته وأكاذيبه عن النصر الإلهي في نكبة تموز فقام بالإنقلاب على الحكومة وقتل الناس في الشوارع ليؤكد لكل العرب أن السعودية هي الدولة الوحيدة التي كشفته على حقيقته منذ أن ظهر حزب الله في محاولة لتلميع الشيع في لبنان بعد فضائح وجرائم حركة أمل بقيادة نبيه بري ..
 وجاءت الثورة السورية وظهرت حقيقة نصر التي ظلت السعودية تحذر منها لعقود ..
وأصبحت الشعارا فلسطين والرصاصات في أجساد العرب والمسلمين وسقطت أقنعة حزب المماتعة ورأى العالم كله جزارا لا يهتم لو هلك كل السوريين ورفع علم إسرائيل على قصر المهاجرين المهم أن يبقى هو ريئسا ولو على خرابة من الركام والأشلاء ..
وما عاد نصر الله هو المقاوم المجاهد بل ظهرت حقيقته كدجال مجرم لا يتورع عن قتل النساء والأطفال لعيون الولي الفقيه ..
ومرة أخرى تنتصر سياسة السعودية الهادئة التي جعلت اللبنانيين أنفسهم يعرفون حقيقة نصر الله وحقيقة حزب المماتعة التابع لإيران ..
ثم جاء دور العراق وحذرت السعودية أمريكا من ترك العراق دون تثبيت الأمن والنظام فيه ولكن إدارة أوباما كانت تماما مثل إدارة دونالد ريغان وبوش الأب متخصصة في زرع الفتنة والتآمر على حلفاء أمريكا من العرب ..
إنسحبت القوات الأمريكية بعد أن تم منح إيران وأذنابها من حزب العدالة المؤسس الحقيقي للعمليات الإنتحارية في المنطقة منذ السبعينيات كامل الصلاحيات لتحويل العراق إلى أتون مشتعل بالعنصرية وحرب الشعية لتصفية المسلمين السنة وتغيير تركيبة العراق وحذرت السعودية من هذا الإشتعال وأنه سيؤدي إلى ظهور مليشيات شيعية موالية لإيران تضرب العمق العراقي وحدث ما حذرت منه السعودية تماما وظهرت مليشيات الحشد الشعبي الإجرامية وصرنا نرى قتل الأطفال والنساء والأبرياء على شاشة اليوتيوب وقنوات الإعلام التابعة والموالية للولي الفقيه في إيران ..
وهنا إشتعلت البحرين ووصل الخطر إلى العمق الخليجي فكان نصر الله يظهر ويؤكد للعالم أن مظاهرات الشيعة في البحرية سلمية ورأينا بأعيننا قتل رجال الأمن وحرقهم وتخريب المباني وحصار الجامعات ورأى العالم كله ممارسات الشيعة الوثنية والمشينة في دوار اللؤلؤة وتدخلت السعودية بالقوة بعد أن حشدت الدعم الخليجي والعربي بعد أن شاهد كل العالم حقيقة ما يجري في البحرين وأنها مؤامرة وحشية لضرب وحدة الخليج وتسليم البحرين لإيران فتم صفع الشيعة في البحرين ليعرف كل أهل الخليج أنهم مستهدفون من جمهورية إيران الإرهابية ..
وكسب السعودية أيضا هذه الجولة بعد أن قام الكثير من المحسوبين على الثقافة في السعودية من شاكلة توفيق السيف الذي حدثنا في قمة الوقاحة عن تطورات نظرية الولي الفقيه بينما العالم كله يرى ما يحدث على يد خامنئي في البحرين والعراق وسوريا
وعانت السعودية من تلك الرويبضة الذين طبلوا لإيران ضد مصالح بلادهم وأثبتوا أنهم غير جديرين بالمواطنة لأن بطاقاتهم سعوديه وقلوبهم صفوية إيرانية كما هو حال كل اللوبيات الشيعية في الخليج وخاصة في السعودية والكويت والبحرين ..
ثم جاء الملك سلمان بن عبدالعزيز وبدأت حقبة السياسة التفاعلية في السعودية بعد حقبة السياسة الهادئة الناعمة فكانت أولى الخطوات لقطع الذراع الإيراني في اليمن عاصفة الحزم ..
فلقد إنتهج الحوثيون في اليمن نفس نهج نصر الله وشراذم وطراطير الشيعة في العراق منهج التبعية العمياء للولي الفقيه وعلى حساب اليمنيين وأمنهم وبلادهم ومارسوا تماما ما مارسه نصر الله من إغتصاب للسلطة والإطاحة بالدولة لصالح أجندات الدويلة التابعة للولي الفقيه في إيران فكانت السعودية بالمرصاد لهذا التحرك الذي تربص بحدودها وإستهدف مواطنيها وأمنها القومي فكانت غضبة الحليم التي لم يتقيها الولي الفقيه وظهرت حقيقة السعودية التي ركلت الإدارة الأمريكية ورفضت الحوار مع أوباما وإتهمته بإنشاء داعش في سوريا والعراق والتغاضي عن التمدد الإيراني فأقصته من موقفها العسكري وحشدت تحالفا عسكريا وإقليميا أذهل العالم لم تعرف عنه حتى أمريكا وبشهادة ساستها أنفسهم فكان التحول الحقيقي لدولة أخذت على عاتقها الصمت وتحمل الإساءة والبذاءة منذ خطابات المجرم جمال عبد الناصر وقوميته الإشتراكية الفاشية وحتى خطابات وتحريض عمائم الملالي الشيعة وحزب الرذيلة ومحور الشر بقيادة جمهورية إيران الإرهابية إلى دولة ما عادت تحتمل الإساءة ولا تقبل أنصاف الحلول فكان الموقف السعودية راسخا ثابتا من الأزمة في اليمن وسوريا والعراق ورغم تقلبات مصر بعد تولي الجيش مقاليد السلطة وعودة شعارات وتخاريف جمال عبد الناصر في شخصية السيسي المهزوزة وتآمر دولة قطر من وراء الستار على الخليج عموما والسعودية بالذات مدفوعة بأحقاد الترسيم الحدودي ورفض السعودية إنقلاب حمد على أبيه قبل أكثر من عشرين عاما إلا أن السعودية أخذت الموقف وزمام المبادرة لتكون بحق زعيمة العرب والطرف الفاعل في أي إتفاق أو تسوية في منطقة الشرق الأوسط
هنا قامت الإدارة السعودية الشابة بصناعة التغيير وتطوير أدوات المشاركة في أحداث الإقليم بإقامة تحالفات عسكرية وصناعة شرق أوسط جديد عبر التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب ومركز الإعتدال ضد التطرف ثم تعزيز الموقف الدفاعي الخليجي والعربي من خلال تأسيس تكتل سعودي خليجي لموقف موحد من إيران لم تشذ عنه سوى قطر بكل أسف حيث أصبح العالم الغربي والإسلامي أمام قوة إقليمية سعودية رائدة وقادرة عسكريا وسياسيا على ضرب وإنهاء خطر ولاية الفقيه التي دمرت المنطقة لصالح الكيان الصهيوني و سادة إيران في الغرب ..
قام محور الشر والرذيلة بقيادة جمهورية إيران الإرهابية وبدعم من مؤسسات وهيئات أمريكية مسنودة من إدارة أوباما بتعزيز فكرة شاذة تؤكد أن المسلمين إرهابيين والشيعة علمانيين وليبراليين فكانت القوى ووسائل الإعلام الغربي مدفوعة بتلك الأكاذيب تروج لهذه الهستيريا وتختلق مصطلح والوهابية لتجعل السعودية هي منبع الإرهاب ثم غادرت إدارة أوباما المشؤومة التي أنشأت داعش ومولتها لتضرب المسلمين وتسهل التمدد الإيراني ورأى العالم أجمع ما يحدث في اليمن والبحرين والعراق ثم سوريا وعلى يد الشيعة ( الليبراليين ) حصريا فكانت المفاجأة ..
ومن جديد إنتصرت السعودية بالحقائق بينما إنهزم محور المماتعة والرذيلة عبر الكذب والشعارات الفارغة التي لم يدعمها أي حدث على أرض الواقع ..
إن السعودية اليوم وعبر تصريح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عندما قال : هؤلاء كيف أتفاهم معهم وهم يريدون نشر ولاية الفقيه وتجهيز بيئة من الدمار والتخريب لإستقبال المهدي الخاص بهم
هذا التصريح أصاب ديانة الولي الفقيه في مقتل فليس هناك تفاهم مع من يرى وجود عموم الخراب والقتل والرذائل حتى يكتمل مسرح العالم إستعدادا لإستقبال دجال مسردب منذ أكثر من 1200 سنة بإنتظار الفرج ..
السعودية اليوم تقود موقفا إقليميا موحدا وهو وجوب ضرب أصل الإرهاب ومنبعه الحقيقي .. إيران
عقيدة الولي الفقيه لم تعد تواجه دولة تتخذ الصمت والهدوء منهجا في صبر ليرى العالم حقيقة ماتراه هي بل اليوم جمهورية إيران الإرهابية تواجه قوة إقليمية لا تقل بطشا ولا حنكة عن القوى الغربية وعلى رأسها أمريكا دولة تعتبر صاحبة أقوى طيران حربي عربي وزخم إقتصادي قادر على إدارة دول بأكملها كل هذا تم تكثيفه لشن حرب على خطر الولي الفقيه وتمدد الصفوية في المنطقة ..
نعم .. إنها بالفعل السعودية العظمى ..
أخيرا وليس آخرا ..
إن وجد العقلاء في العالم أريد أن أسألهم هذا السؤال :
السعودية ( الدولة الثالثة ) موجودة منذ عام 1932 م فلماذا لم يظهر الإرهاب إلا بعد عام 1979م بعد ثورة الخميني المشؤومة ؟
أترك الجواب للعقول إن وجدت ؟

خالص مودتي ..

عبيد خلف العنزي