الاثنين، 31 يناير 2011

رســائــل الــكــسـتـنـاء

الساعة تلعن إرتعاشة خدر ..موعدنا يقترب .. وهم يهربون..أتحسس حضوركِ اللذيذ ..بشفاهٍ عاشرها الجدب فلا أتذوق غير عطش الهذيان
رغبة تقتلع أضلاعي على عُجالةٍ من رمق
ماعاد لهذ الصبر رمق ..وما عاد في هذا الورق ..بقيةٌ من أرق أرتعد على وجه هذا الموعد ..
وأرتشف أعصابي دون سكر
.. مثل بقايا الخبز وفتات الوجع ..أنامل الضجر .. تداعب أهدابي مثل قطةٍ بلهاء ..ودمائي على قارعة ذاك الهاجس ..مراقة لا تلوي على شيء ..كوني هنا !!.. ذات السؤال .. كوني هنا دغدغة المحال .. شعركِ الكستنائي ..لعبة موت .. وعيناكِ الحزينة رجفة خلاص ..وهذا الهروب في إبتسامتك الدبلوماسية .. توتر على الحدود الشرقية فقيدة الحرب أنتِ ..رهينة الحب أنتِ ..مقدس إسمكِ بين الأسماء ..تلاعبهُ خناجر الزمهرير ..وتتملقه نجمات السماء .باقة من أقحوان المودة ..يا كستناء

***

علموني أن أبقى في الظل ..وعلمتني أن تكون لي ألواني الخاصة ..علموني الحزن عند هطول المطر وعلمتني أن أمتطي قطرات المطر
تبتسمين .. !من حقك ذلك ..فلست سوى رجل بسيط أعطيكِ خياراتٍ .. تملكينها ..وأكتب لكِ صبحا .. ينبت أصلا من أرضكِ
فكيف لي أن أختار ما بين تكاثـفكِ في دمي .. وما بين توحدكِ في نبضي.. ! هل أختاركِ .. عليكِ .. ؟!!

***

صديقتي .. ستعرفين .. حقيقتي على ضوء شمعة .. أم مع وهج دمعة .. لابد أن يأتي يوم .. وتفهمين فيه .. هويتي إنني أعتذر عن الجنون .. وأستطيع أن اتصور .. كيف تعبث بك الظنون ما كان .. لن أعتذر عنه .. عليكِ مما سيكون .. يكفيني أن تعلمي أنني .. أفعل ما أقول ولن يأتي يوم ( بإذن الله ).... وأخون!! البارون ثابت مثل مسمار جحا .. وخفي مثل عفاريت المجون .. البارون .. صديقكِ ليس لديه ما يخفيه .. وليس عنده ما يكفيه .. صاحبكِ البارون .. يترنح من كثرة الجراح .. ومع الدمع ومع النزف .. لا يزال يغازل في عبث .. قهوة الصباح ..ويكتب في سيدة النساء .. كستناء .. المباح .. وغير المباح ..

***

أيتها الذكريات ..يا ذبحتي القلبية .. المزمنة ..كيف ينتحر الوقت .. هاهنا .. على كف عفريت ..والذنب .. ذنبي الأخير .. عند بقية الخريف .. عندما يعتذر الصقيع .. وتتأسف قميريات الظلام .. أيتها الذكرى .. كيف أشفى منك .. ومن يداوي تلك الفجيعة .. في عنق الهزيمة ..ستبقى ذبحتي القلبية .. تماشيني .. وتسرقني مني .. عفوا يا صديقتي .. إنني مصاب بالذكريات .. ولا علاج لي .. أخاف عليكِ من العدوى .. عدوى الألم ..

***

ألح عليك أكثر من طفل مدلل وأسرق منك في فضول كل الحنين وتكذبين ليلة الهرب التي ما عادت الى طرف حظي العاثر منذ رأيتك آخر مرة .. في طابور النجوم التي لم تتنفس الصعداء وأبدأ على السرير من الصفر وأعود إلى خانة الملل وسيجارتك الملونة تتململ بين المبسم وبقايا أعصابي المحترقة
التاريخ ممزق الأحشاء على ناصية هذا البكاء وتمسكين بعنق الوقت يا سيدة النساء في جذل طفولي تراقصين اللحظة ..وتغرقين في عنقود ريحان سماوي الأماني .. حفيدتي الطيبة ما عادت تكفي هذه الإبتسامة ولا أصبحت القهوة ذات جدوى ..ما جدوى الإحترام .. والقصة مكتوبة في آخر الغيم عند آخر المطاف عندما انتهى الشتاء

***

متناثرة في أحداقي أنتِ كغبار الذكريات .. حارقة كدموع الأمس .. حضوركِ عِطر .. وغيابكِ جنون .. إبتسامتكِ .. قصيدة أفلاطونية بقلم .. نزار قباني وشعركِ الكستنائي .. بحة ٌ هاربة من إنفجارٍ ذري إنني على وشك الهرب .. كلما قادكِ إلى بالي .. وهج النهار كستنائية المزاج .. لا تهربي .. فلم أمتلك في حضوركِ حق الفِرار ..خائف من وجعي بكِ .. أمضي مقطع الأوصال .. أنتِ ملفوفة بورق خريف .. مدهونة بأعصاب ميت .. كيف لي أن أنهض في حضوركِ دون أن يصفعني إرتباك .. ويلطمني ألف ألف إعصار ؟ قلمي معطل الكبرياء .. ومحبرتي أجهضت وليدها .. وما عاد لي هنا .. سوى الفرار .. !!

***

سيدتي .. الذكريات .. مثل الذبحة القلبية .. مع كل موقف القلب مهدد بالتوقف من شدة الألم .. وليس لنا إلا ان نتذكر .. ونتعثر .. في خطواتي الأولى سجلت إسمك على باقة إنتباه ولكنها ضاعت مني وسط الزحام .. ومع عيدان الثقاب .. وبين سيقان راقصات المقهى ..لا تثريب عليك ِ .. أنا المخطئ .. إنما لم أرتكب سوى جنحة .. وليست جناية .. وهنا .. أقف مثل التلميذ الذي تم ضبطه بالجرم المشهود وهو يدس .. علبة شكولاته في حقيبة معلمته .. وأبغي عقوبتي .. بأشد تنكيل .. وأعنف أشغال شاقة .. لأنني ببساطة .. أستحق .. فلا يكفي ان الألوان المبهرجة جذبتني عن شرفتكِ البيضاء .. ولكنني أيضا .. جلست على رصيف البوهيمية الشرقية وفقدت على إثرها كل ما أملك من كبرياء .. حروفي صارت مثل بعضها .. قصائدي ليس فيها ملح او لها توابل .. حتى الهجاء .. هجرني الهجاء وبقيت أرتقب موكب البرد .. حتى يدسني الشتاء .. عند باب شرفتكِ من جديد .. تائباً .. خائباً .. بعد ان قتلتني النساء .. إنني أطرق الباب .. والخجل يعتصرني .. ويخنقني الحياء .. فهل سيفتح الباب .. أم انه مجرد .. شتاء !!!

***

يتربص بكِ الثناء ..لكل قدح جنون .. يا كستناء .. مجردة أنتِ .. من الأهواء ..مثل قضية الخريف .. قبيل الشتاء ..تجتاحني إبتسامتكِ ..قطرة ً من ضياء .. تلامس أضلاعي .. مثل مسرحية من بكاء .. أيتها الممزوجة بالحنين .. والغارقة بالأنين ..يا آخر .. حبة من كستناء .. في عنقود النساء
لملمي أسراركِ .. قصة تشرين .. ولعبة الهاربين وانقشي على ريشة حمراء ..فستان دمشق الغائر في عيون الأمس .. ربما .. أقول ربما .. ترتاح كستناء .. بارون .. ممزق الثياب .. حافي الأعصاب .. لا درهم له ولا دينار .. من قلب زهرة يشعل النار ..لا رخصة لديه ولا جواز سفر .. لا حقائب .. ولا حتى معطف مطر .. خطر ٌ .. خطر .. أن تبتعدي مثل سحابة صيف .. هذا هو الخطر أن تهربي مثل قطة عمياء ..في جوف شمس تحفر البصر .. إن هذا هو الخطر .. قلم .. وجنون .. وليتهم يعلمون ..أنني مجرد بشر
كستناء .. هل فهمتي ؟؟

***

على الرغم من التجربة وعلى الرغم من الخيبة وعلى كثرة الجراح تجرجرني إبتسامتك على وجهي .. مثل المجانين وترميني رسالتكِ من حالق .. مثل المغامرين واسقط مغشيا في بلاطكِ..عندما تضحكين كل هذا .. ومازلت تفكرين !!!

***
بإسم الذي خلقَ وسوى ..وجعل الهوى أشد علينا وأهوى يا ناقع القيح تمهل .. ما أجدى دمعك وأجدى تسربلت بليل الجراح ..وجرحي منك أنكى تشفع بقلب سقيم .. فالموت منك أشفى

***
مدلل .. يعذبني ولا يخجل مدلل .. إن عاتبته تملل مدلل .. وحين دعوته تكسل مدلل .. مثل القطا .. عند كبد الفجر مثل الندى .. على خد الزهر مدلل .. مثل ثلج ٍ تكلل .. مدلل .. وأكثر إبتسامته ياقوت .. وحضوره عنبر بل أكثر كلامه غناء .. ودمعه كبرياء وصمته .. عاصفة هوجاء كم لصمته من صخب .. ياسمين دمشقي أوهنه التعب

***

عبيد خلف العنزي – البارون
 14/9/2009


ليست هناك تعليقات: