تواجه المنطقة العربية وبالذات في ما يسمى بالشرق الأوسط تحديات كبرى منذ سقوط الدولة العثمانية التي كانت آخر إمبراطورية إسلامية امتدت لأكثر من سبعة قرون على مساحة تقارب مليوني كيلومتر مربع مما نتج عنه الكثير من التغيير وتوحيد الأقطاب الغربية في الهيمنة على المنطقة العربية
وكنتيجة لسقوط القوة السياسية والعسكرية التي كانت تمثلها الدولة العثمانية قامت الدول الغربية التي خرجت من طاحونة الحرب العالمية الأولى بتقسيم المنطقة إلى أقاليم إستعمارية ومن خلال معاهدة سايكس بيكو تم تقسيم الأقاليم إلى 22 مستعمرة أصبحت فيما بعد تسمى الدول العربية التي نعرفها اليوم يستثنى منها إقليم الجزيرة الصحراوي الذي نفر منه الغرب وحكمت بريطانيا المناطق المحيطة به حتى عهد الإستقلال ثم ظهور النفط والذي تزامن مع تأسيس المملكة العربية السعودية وإعلانها كدولة في أوائل الثلاثينات من القرن الماضي
كل تلك التحديات صنعت فيها الشعوب العربية حركات الاستقلال عن المستعمر الأجنبي وتلك الثورات صنعت حقيقة واجهها الغرب بخوف شديد وهي قدرة الشعوب على الإنتفاض عندما تزداد قسوة وهيمنة الإستعمار ولم ترضى دول الغرب المغادرة بدون ترك أثر يمنع الشعوب العربية من التوحد مستقبلا فقامت بريطانيا بمساعدة من أمريكا وفرنسا بزرع اليهود في فلسيطان بمجرد سقوط العثمانيين مما ساهم في صناعة ما يسمى اليوم بدولة إسرائيل على أرض فلسطين المحتلة
كل هذه العوامل عاونت الغرب في جعل المنطقة تغلي على أتون مشتعل من الحروب وعدم الإستقرار بدعم الصهاينة بالسلاح والعتاد ورفع قدرة دولة الإحتلال وجاهزيتها لشن أي هجوم وقت ما تشاء على أي دولة عربية
ولأن وجود إسرائيل خطأ وسرطان يهدد جسد المنطقة بالكثير من الأمراض والأوبئة كان لابد للشعوب العربية من أن تواجه هذا الخطر فكانت حرب فلسطين عام 1948 وبعدها العدوان الثلاثي على مصر ثم النكسة وحرب الإستنزاف وصولا إلى النصر في أكتوبر عام 1973 مما جعل الغرب يعتقد حقيقة أن مدى هذه الصراعات سيؤثر بشكل محوري على وجود الصهاينة حتى مع وجود إتفاقيات سلام مع بعض الدول العربية إلا ان هذا يبدو غير كافي لحماية الصهاينة وخدمة الهدف الأسمى من وجود كيان إسرائيل وهو منع الوحدة العربية تحت أي شعار
هنا قام الغرب بصنيعة جديدة هي الوجه الآخر للصهاينة في المنطقة انما بعباءة إسلامية
فمنذ ظهور الماسونية في الإسلام وخروج ديانة مستحدثة من الإسلام وهي التشيع وكل عبادات الشيعة وممارساتهم تؤكد أنهم ديانة مستقلة بدأت في فتنة مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه وإستمرت على مقتل علي بن أبي طالب ثم منحه الصفات الألوهية وحتى الغدر بالحسين وصناعة ما يسمى بمظلمة آل البيت
لم يجد الغرب حليفا أفضل من هذه العقيدة التي تسببت في عهود دول الإسلام بالكثير من الكوارث منذ إغتيال الخلفاء الراشدين الثلاثة عمر وعثمان وعلي وحتى إغتيال عماد الدين زنكي وصولا الى مساعدة المغول في القضاء على العباسيين وهدم بغداد الى عهد الفاطميين والحشاشين الإسماعيلية وهدم الكعبة على يد القرامطة وصولا الى تحالف اسماعيل الصفوي مع ملك البرتغال لضرب مكة والمدينة
كل هذه الشواهد جعلت الشيعة هم الحليف الأمثل للغرب في المنطقة لمزيد من تثبيت وجود إسرائيل ورفع الثقل عنها بعد أن يقوم الشيعة بتنفيذ كل التخريب والفتن في دول الخليج والدول العربية لصالح ولاية الفقيه التي أسسها الغرب بعد تبني الخميني ومنحه وكالة الإمامية على الأرض وتعيينه نائبا لإبن الحسن العسكري الذي يقبع في السرداب منذ 1200 سنة بإنتظار الفرج بينما وكيله في هذا الزمان والذي تم تعميده في أقبية المخابرات المركزية الأمريكية يساهم في تخريب المنطقة بالنزاعات الدينية والحروب على الشعوب بالفتن والاعمال الإرهابية
الخطر الإيراني لا يقل أبدا عن الخطر الصهيوني بل هما وجهان لعملة واحدة وذراعين اساسيين للجسد الغربي في المنطقة ينفذان أجندات ممنهجة لجعل المنطقة بؤرة صراعات وعدم إستقرار ومنفذ لبيع السلاح للإرهابيين الذين يساهمون في ضرب دول المنطقة دون المساس بالمصالح الغربيةوطوال فترة وجود إيران نرى عمل دؤوب في ضرب أي تفوق للدول العربية واستمرار استنزاف الموارد العربية في دعوات مزيفة تحمل اسم فلسطين أو المقاومة الغرض منها تخدير شعوب المنطقة وجرفها وراء شعارات مخدرة الغاية منها تدمير القدرة العربية على الاستقلال بالرأي وصناعة الأثر في المحيط الإقليمي أو الدوليفظهرت منظمات إرهابية تحمل شعارات دينية أو ثورية وأفرز الوجود الإيراني شخصيات شيطانية مثل خامنئي خليفة الخميني وحسن نصر الله مسيلمة الكذاب في هذا الزمان ومجرمين حرب مثل بشار الأسد ونوري المالكي والعبادي كل هؤلاء ساهموا بشكل كبير وحوري في ضرب السلم الأهلي للدول العربية وتنفيذ الأجندات الإيرانية بوجود فئات ضالة وجاهلة من عوام الشيعة جعلت تحقيق تلك الغاية مهمة مخضبة بالدماء والتخريب في دول المنطقة وكل هذا وإسرائيل بأمان من هؤلاء الممانعين النعاقين باسم فلسطين ظلما وزورالم يجد الغرب حليفا يحقق دمار المنطقة وعدم إستقرارها أفضل من إيران حتى الصهاينة أنفسهم لم يحققوا للغرب هذه الغاية منذ ظهور كيانهم عام 1948 وطوال اكثر من ستين عاما لم تحقق ما حققته إيران في نصف تلك الفترة من أهوال وكوارث في المنطقةالثورات العربية التي نتج عنها إستقلال الدول العربية من المستعمر الغربي عليها ان تكون حذرة اليوم من المستعمر الفارسي الذي يدعمه الغرب وتطعمه إسرائيل وشروره مقصورة على دول المنطقة وحسب
وعلى الله قصد السبيل
عبيد خلف العنزيxx
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق