أن تكتب هو أن تكون في لعبة يومية مع الموت .. هكذا يفهمون من عاشوا .. ذلك البرزخ بين الموت والحياة .. فوظيفة الكاتب .. مثل العمل الحكومي تمامي مكفولة الإعاشة من تأمين صحي وترياق ضد الفقر والشيخوخة ..والكاتب هنا .. مثل المتزوج الذي يتأرجح بين سكون أيامه .. وبين شهوته لخيانة زوجته .. يشتعل بالإضراب ويعاشر رغباته الهوجاء ..كل هذا دون أن يفارقه قلمه الذي يقتات منه وهنا تتجلى بداوة الكاتب حينما يعيش مع الشمس والعطش ليكون عاريا مثل الحصان البري الطليق فاللجام يعني أن قلمه صار مملوكاً .. لكل الراكبين على صهوته ..وأنه صار محطة يدخلها ويخرج منها جميع الآثمين ..وهنا يظهر مرتزقة النقد
ممن يذكون حرب استنزاف جديدة لقتل كل ماهو جميل في ثقافتنا بألسنهم الغير مرخصة ..رصاصهم يتناثر يمنة ويسرةً على غير هدى طامعين بالشهرة الرخيصة أن الثقافة الحقيقية لاتقتلها الرصاصات الغادرة فلها مناعة من التاريخ والزمن تتجاوز كل محاولات هؤلاء الأقزام ..إنما أريد أن الفت نظركم الى الهجمة الهمجية على التاريخ العربي كله ..ومع كل الأسى أن معقل هذه الهجمة يكمن في بلادنا ..فقد صارت الحداثة مسدساً يصوبونه الى صدر الأدب كيفما اتفق وبلا هوادة ويخرجون بأناشيدهم وما يسمونه هم مستقبل الأدب العربي ويرتفع علم الاستعمار الجديد ..لا تقولوا ما دخل الاستعمار بالأدب؟؟ .. فالاستعمار هو أحد وجوه بني قينقاع هذه التي تريد أن تستوطن أدبنا وثقافتنا عبر عصاباتها البربرية تماماً مثلما حدث في فلسطين إبان دخول الصهاينة لها بعد وعد بلفور الشهير عام1917م
ممن يذكون حرب استنزاف جديدة لقتل كل ماهو جميل في ثقافتنا بألسنهم الغير مرخصة ..رصاصهم يتناثر يمنة ويسرةً على غير هدى طامعين بالشهرة الرخيصة أن الثقافة الحقيقية لاتقتلها الرصاصات الغادرة فلها مناعة من التاريخ والزمن تتجاوز كل محاولات هؤلاء الأقزام ..إنما أريد أن الفت نظركم الى الهجمة الهمجية على التاريخ العربي كله ..ومع كل الأسى أن معقل هذه الهجمة يكمن في بلادنا ..فقد صارت الحداثة مسدساً يصوبونه الى صدر الأدب كيفما اتفق وبلا هوادة ويخرجون بأناشيدهم وما يسمونه هم مستقبل الأدب العربي ويرتفع علم الاستعمار الجديد ..لا تقولوا ما دخل الاستعمار بالأدب؟؟ .. فالاستعمار هو أحد وجوه بني قينقاع هذه التي تريد أن تستوطن أدبنا وثقافتنا عبر عصاباتها البربرية تماماً مثلما حدث في فلسطين إبان دخول الصهاينة لها بعد وعد بلفور الشهير عام1917م
يعتقد الكثيرون من رواد الحجارة والمدفع الرشاش من العرب بأن الأدباء مجرد مرتزقة يجرجرون أثواب حروفهم للتكسب من الأحداث وهذا قد يكون واقعا ... لو صارت كل الأقلام وزراء وسفراء .. أو الاثنين معا كما هو الحال مع الدكتور القصيبي ..والحال العربي يؤكد هذا المفهوم ..
الكثير من الأقلام يمكن أن تشترى وبالقليل والزهيد ..
ولكن قلة أيضا لا زالت تعتبر الكتابة عملا انقلابيا على رأي أستاذي وشاعري .. نزار قباني رحمه الله
فعنترة الذي وصفه نزار لا يزال هنا ..
وان ظهرت الانتخابات .. فهي لا تعدو كونها لعبة لعنترة ..
عنترة لا يزال باقيا يسكر كما يريد على كل أبواب محصولنا من القمح .. وفي كل موسم باسم الثورة والشعب .. والاشتراكية .... ويروي غريزته من أجساد بناتنا باسم الفضيلة والشرف الرفيع
وأيا كان عنترة .. فهو لا يمسك بزمام الأمور وحده في حارتنا ..
فلابد من (( زعران )) له .. وبلطجية من كل الأذواق والبيوت .. حتى يشتريهم ويضمن بهم حق ولايته ..
سبحان الله .. حتى المنتديات صارت فيها هذه الظاهرة العجيبة .. ولكن ليس لأغراض سياسية كما تعلمون
وعنترة يشارك الناس في كل مشاريعهم الصغيرة والكبيرة ..
حتى الزواج من الحارات المجاورة .. لابد له من خطاب بمباركة عنترة .. وطغمته الموقرة ..
دعونا من بيتهوفن .. معزوفة عنترة أفضل واطرب ..
وإن كان يعزفها على القانون ..
حتى القرآن .. عند عنترة صار أساطير الأولين ..
نحن مع عنترة وزمرته الموقرة .. وعملته المزورة .. رحمك الله يانزار
وفارس من رعاع عنترة .. يقتل المحتسب ..
ويستبدله بحثالة من .. حظائر القنطرة ..
لحية .. وصيحة .. ووجوه مكدره ..
صلاة .. الصلاة .. والضباع تزمجر .. مات الأسد .. يالها من مسخرة
كم نبيع الموت .. ونحن في جسد مقطع الأوصال .. حيوان بري .. أطلقناه
وما عرفنا أننا أنجبنا هذا الإرهابي .. من رحم وزاراتنا المتحضرة ..
ونجتمع هنا مثل الجراد .. مثل خفافيش الظلام .. خوفا من المطوع ..
خوفا من عسس عنترة ..
ماذا نقول ..؟؟
ضلوعنا مكسرة ..
نقف بلا تاريخ .. ولا شهادة ميلاد ..فالمستشفيات كلها لأسرة عنترة ..
ولا أسهم .. ولا تجارة .. ولا حتى مسجد .. يخلو من مطوع سكران .. يعبد عنترة .
ماذا نكتب ؟؟؟
لمن نكتب ؟؟؟
كلها خربشات .. ستقع يوما في أيدي كهنوت عنترة ..
وحتما سيكون مصيرنا الأوحد .. على كل حال
دربا ملونا ملفوفا بالطبول .. إلى المقبرة ..
عبيد خلف العـايد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق