يقول نزار قباني :
الحب ليس رواية شرقية .. بختامها يتزوج الأبطال ..
وقد أبدع وتـشـنع الكثيرون في محاولات وصف الحب ..وليس أكثر من العرب في هذا المجال خبرة وفشلاً ..
إنما الحب بكل بساطة هو كما أرى ( لقاء بين إثنين - تحديدا ذكر وأنثى ) يؤدي إلى تغيير في الكيمياء الداخلية لمشاعرنا التي تعاني الإرتباك وعدم الإستقرار بوجود هذا الشخص في حيز المكان أو فضاء الأفكار ..
والحب كان ولا يزال أفيون العقول التي يخدرها عن العمل بشكل مناسب فالقلب هنا طفل صغير يريد تجربة كل جديد ومثير كما هي عادة كل الأطفال ولابد من تنويم العقل مغناطيسيا كي تكون الحرية لطفوليات ومزاجيات القلب .. والحب هنا يسترسل في وصف مزايا المحبوب وخاصة المزايا الجسدية فطبيعتنا تعشق الجمال لأن الله خلق آدم ونفخ فيه من روحه والله جميل يحب الجمال وحواء ما هي إلا مخلوق من ضلع آدم فلها نفس السمات وإن كانت أقل تركيزا لأنها جزء من المخلوق الأساسي ..
هنا يقع على عاتقنا ماهية أو إستراتيجية ممارسة الحب أو مشاركة المشاعر ..
تجربتي في الحياة علمتني أن أكبر الأخطاء التي يقع فيها الجميع من الجنسية هي مسألة البوح بالمشاعر قبل التأكد من وجود صدى لها أو مشاعر متبادلة من الطرف الآخر .. هنا تكون معايشة العواطف قاسية جدا .. فالطرف الذي يبوح هو الذي يخسر بكل بساطة كل خيوط العلاقة .. فحتى لو تم الدخول في العلاقة بعد ذلك يبقى هو الطرف الذي تقدم وأعطى للطرف الآخر أفضلية القرار سواء بالقبول لتلك المشاعر أو رفضها من الأساس وهنا نقف قليلا ..
المسألة تحتاج نضج ليس موجودا في الأغلب في مجتمعنا العربي مع الاسف .. فليس الكل قادرا على تقبل الرفض بالنضوج الكافي ونادرا ما تجد من يتفهم موقف الطرف الممتنع عن الدخول في العلاقة لأنه بكل بساطة لا يتقبل ان يكون الطرف الآخر غير منجذب له أساساً .. وهنا الكارثة والتي تؤدي الى هم مع الذات وغليان سلبي قد يؤدي الى حالة كراهية غير مبررة .. وهي المراهقة التي نعاني منها مع الاسف إجتماعياً ضمن شريحة كبيرة من الرجال والنساء وإن كانت على المستوى العربي تكثر في الرجال بصفة خاصة
هناك مقولة صينية شهيرة للغاية :
إذا أردت شيئاً أطلقه فإن عاد فهو لك وإن لم يرجع فهو لم يكن لك في الأساس .. وهذه بكل المعاني تلخص مبدأ القناعة
وهو ما لا نجده أبداً في عالم الحب والمشاعر فدوما كل طرف يريد مشاعر الآخر وتواجده بنهم وغزارة وكأن الحياة تنتهي تماما عندما يفترق المحبون ولو لدقائق أو أيام ..!
تجاربي في الحب كانت على المنوال السابق .. وتجربة الحب التي تبدأ بالإندفاع .. تنتهي بالهزيمة ..
وهنا يجب أن نتذكر قول عمرو بن العاص رضي الله عنه في خالد بن الوليد رضي الله عنه حين قال :
خالد صديق الموت سيد الحرب له جرأة الأسد وصبر القط ..
ولأنني أعشق القطط فلقد تعلمت منها مؤخراً ( مع الأسف ) الــصــبر ..
وفي عالم الحب بالذات الصبر هو حقا مفتاح الفرج ..
بل هو بكل المقاييس .. الورقة الرابحة ..
عندما تتأمل المشاهد في صبر .. وتلبس عباءة الهدوء ستكتشف أنك الوحيد الذي سينجو من عاصفة الإعجاب ودوامة المشاعر
عبيد خلف العنـزي - البارون
05/06/2012م
الحب ليس رواية شرقية .. بختامها يتزوج الأبطال ..
وقد أبدع وتـشـنع الكثيرون في محاولات وصف الحب ..وليس أكثر من العرب في هذا المجال خبرة وفشلاً ..
إنما الحب بكل بساطة هو كما أرى ( لقاء بين إثنين - تحديدا ذكر وأنثى ) يؤدي إلى تغيير في الكيمياء الداخلية لمشاعرنا التي تعاني الإرتباك وعدم الإستقرار بوجود هذا الشخص في حيز المكان أو فضاء الأفكار ..
والحب كان ولا يزال أفيون العقول التي يخدرها عن العمل بشكل مناسب فالقلب هنا طفل صغير يريد تجربة كل جديد ومثير كما هي عادة كل الأطفال ولابد من تنويم العقل مغناطيسيا كي تكون الحرية لطفوليات ومزاجيات القلب .. والحب هنا يسترسل في وصف مزايا المحبوب وخاصة المزايا الجسدية فطبيعتنا تعشق الجمال لأن الله خلق آدم ونفخ فيه من روحه والله جميل يحب الجمال وحواء ما هي إلا مخلوق من ضلع آدم فلها نفس السمات وإن كانت أقل تركيزا لأنها جزء من المخلوق الأساسي ..
هنا يقع على عاتقنا ماهية أو إستراتيجية ممارسة الحب أو مشاركة المشاعر ..
تجربتي في الحياة علمتني أن أكبر الأخطاء التي يقع فيها الجميع من الجنسية هي مسألة البوح بالمشاعر قبل التأكد من وجود صدى لها أو مشاعر متبادلة من الطرف الآخر .. هنا تكون معايشة العواطف قاسية جدا .. فالطرف الذي يبوح هو الذي يخسر بكل بساطة كل خيوط العلاقة .. فحتى لو تم الدخول في العلاقة بعد ذلك يبقى هو الطرف الذي تقدم وأعطى للطرف الآخر أفضلية القرار سواء بالقبول لتلك المشاعر أو رفضها من الأساس وهنا نقف قليلا ..
المسألة تحتاج نضج ليس موجودا في الأغلب في مجتمعنا العربي مع الاسف .. فليس الكل قادرا على تقبل الرفض بالنضوج الكافي ونادرا ما تجد من يتفهم موقف الطرف الممتنع عن الدخول في العلاقة لأنه بكل بساطة لا يتقبل ان يكون الطرف الآخر غير منجذب له أساساً .. وهنا الكارثة والتي تؤدي الى هم مع الذات وغليان سلبي قد يؤدي الى حالة كراهية غير مبررة .. وهي المراهقة التي نعاني منها مع الاسف إجتماعياً ضمن شريحة كبيرة من الرجال والنساء وإن كانت على المستوى العربي تكثر في الرجال بصفة خاصة
هناك مقولة صينية شهيرة للغاية :
إذا أردت شيئاً أطلقه فإن عاد فهو لك وإن لم يرجع فهو لم يكن لك في الأساس .. وهذه بكل المعاني تلخص مبدأ القناعة
وهو ما لا نجده أبداً في عالم الحب والمشاعر فدوما كل طرف يريد مشاعر الآخر وتواجده بنهم وغزارة وكأن الحياة تنتهي تماما عندما يفترق المحبون ولو لدقائق أو أيام ..!
تجاربي في الحب كانت على المنوال السابق .. وتجربة الحب التي تبدأ بالإندفاع .. تنتهي بالهزيمة ..
وهنا يجب أن نتذكر قول عمرو بن العاص رضي الله عنه في خالد بن الوليد رضي الله عنه حين قال :
خالد صديق الموت سيد الحرب له جرأة الأسد وصبر القط ..
ولأنني أعشق القطط فلقد تعلمت منها مؤخراً ( مع الأسف ) الــصــبر ..
وفي عالم الحب بالذات الصبر هو حقا مفتاح الفرج ..
بل هو بكل المقاييس .. الورقة الرابحة ..
عندما تتأمل المشاهد في صبر .. وتلبس عباءة الهدوء ستكتشف أنك الوحيد الذي سينجو من عاصفة الإعجاب ودوامة المشاعر
عبيد خلف العنـزي - البارون
05/06/2012م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق