الجمعة، 7 أكتوبر 2016

الـحـلم الأمـريـكـي


 بدأت موجة الإبتعاث في أواسط السبعينيات من القرن الماضي ..
كانت تلك فترة النهضة السينمائية والأدبية في أمريكا بعد موجة التصادمات التي رافقت الخمسينات والستينات أثناء الممارسات العنصرية ضد الأمريكيين الأفارقة ..
إن التاريخ الأمريكي نفسه قائم على الإستعمار منذ عهد المؤسسين الأوائل الذي مارسوا حرب إبادة ممنهجة ضد سكان القارة الأصليية ( الهنود الحمر ) فالبيض الأوائل الذين هاجروا إلى الأرض الجديدة من إيرلندا وألمانيا وبريطانيا هربوا من الحالة الإقتصادية والعنصرية التي إجتاحت أوروبا خاصة ضد اليهود والأفارقة ليمارسوا ذات المنهج ضد السكان الأصليين ..
هذا الإرث الأمريكي الذي نراه اليوم يحاول إختلاق حضارة من لا شيء هو بنيان قام على جماجم ما يزيد عن مائة مليون من ( الهنود الحمر ) الذين ذبحهم ( رعاة البقر ) لمجرد أنهم هنود حمر ..
الحلم الأمريكي الذي إستفاق عليه الكثير من السذج والحمقى من المفكرين العرب اليوم بإعتبار أمريكا بلد الحرية والديمقراطية جعل الكثير منهم ينسلخون عن المبادئ الإنسانية نفسها ..
تأملوا ما حدث في الإنقلاب في مصر بعد الإطاحة بحكم الرئيس المدني المنتخب مرسي وما رافقه من إبادة وإعتقال ممنهج ضد جماعة الإخوان المسلمين ..
إنها ثقافة أمريكية بحته ..
أنت لا تستحق الحياة لأنك أنت ..
وهذا ما أكده جورج بوش الإبن بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 م عندما صرح علانية ( أنت لست معنا .. إذن أنت ضدنا )
هنا العنصرية الفكرية بأعتى مفاهيمها .. لايوجد لدى الأنظمة الديكتاتورية اليوم وعي الإختلاف ..
لا يوجد مانع أن أخالفك الرأي .. وفي نفس الوقت لا أكون عدوك ..
حتى بعض دول الخليج عندما دعمت الإنقلاب نكاية بالإخوان المسلمين في فجور فاحش في الخصومة تسبب في تدمير مصر وعودتها إلى حكم العسكر الذي دمروا إقتصادها وحاصروا مدخراتها لعقود طويلة منذ عهد عبدالناصر ..
وهذا ما نجحت أمريكا بزرعه في الوطن العربي بعد إختراع موضة ( الإسلام السياسي ) لضرب كافة أنواع التواجد الديني في الدولة لمزيد من الإنفلات العام مما نراه في كثير من الدول العربية هذه الأيام ..
يرى الكثير من الإعلاميين اليوم أمريكا وكأنها دولة الحضارة وهم كالعادة يخلطون بين الحضارة والمدنية ..
فالحضارة هي الفكر الإنساني ولا أعتقد أن جميع الفلاسفة أو رواد الأدب العالمي والموسيقيين والروائيين في عصر النهضة وما بعده كانوا أمريكيين ..
إن حضارة أمريكا فكريا هي محدودة بحدود سذاجة ( الراب ) وغباء ( الهيب هوب ) وتفاهة ( الديسكو )
لن تجد الفكر ولا المعنى الإنساني إلا في إرث أدباء أوروبا وفناننين عصر النهضة ولم يكن لأمريكا في ذلك الزمن سوى الحرب الأهلية والعنصرية ضد ( السود ) وثقافة السلاح المنفلت في ( الغرب الأمريكي )
حتى هوليود التي يطبل لها الكثيرون فشلت فيها أفلام المخدرات والعصابات الكولومبية التي لا تعرض سوى البيئة الحقيقية للشارع الأمريكي القذر الذي يعج بالشذوذ والخمور والقاذورات اللغوية التي ترافق المراهقين هذه الأيام مع الأسف والتي ساهمت كثير من قنوات الفقر الأخلاقي في يوتيوب والإعلام العربي في نشرها على أنها حضارة ..
إن أمريكا هي الدولة الوحيدة التي تورطت في نظامها الإنتخابي عندما تم فرض الرئيس جون كينيدي على الجنرالات الأمريكيين ليوقف حرب ( خليج الخنازير ) في كوبا ويتملص من حرب عالمية ثالثة مع روسيا بذكاء متحديا رغبة ( العسكر ) الأمريكيين في سفك الدماء كما هو حال العسكر في كل مكان ..
جون كينيدي الذي قامت المخابرات الأمريكية بتصفيته في ( دالاس ) عام 1963 م أكبر دليل أن الديمقراطية لا تليق بالأمريكيين بل إنها وسيلة يرتدونها كقمصان الدعايات ويخلعونها عندما تقف في وجه تعطشهم الأهوج لسفك الدماء ..
إن العرب اليوم يثيرون الشفقة بهذا الفكر الأمريكي الشوارعي عن الحرية والديمقراطية
ان التلوث العقلي لدى الشارع العربي جعل كثيرا من المعاقين يحاولون إقناعنا بأن ما حدث في مصر في يونيو هة ثورة بينما يرى العالم كله بساطة الأمر ..
سلطة عسكرية عطلت الدستور وحلت الدولة وسجنت الرئيس .. كل معالم الإنقلاب مكتملة الأركان ..
وأمريكا شاهدت هذا الأمر بصمت وسعادة لأنه يحقق رغبتها العنصرية في إقصاء أية معالم دينية يمثلها الإسلام ..
بل إن دولة مصر بنائباتها الراقصات وبرلمانييها الممثلين تحولت إلى كيان هزيل لا يمثل حتى معالم الدولة وتسيطر عليه أجندات فردية تحقق رغبات الغرب في تخدير هذه القوة الإقليمية العربية ..
أمريكا نفسها التي منعت التسليح النووي في المنطقة وسمحت لإسرائيل بأن تقصف مبنى المفاعل الذري العراقي قبل حتى أن يتم تشغيله هي نفسها أمريكا العنصرية التي تسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم لأنها حليف يعزز مخططاتها بتدمير المنطقة وتغيير معالمها فيما يسمى بسايكس بيكو الثانية ..
إنني أتحدى أي من المغسولين بالعولمة الأمريكية أن يعطيني إنجازا حضاريا أمريكيا لا يقابله موت ودمار وتشريد في ركن من أركان العالم ..
ولكن تأثر الشعوب بالجرائم التي ترتكبها أمريكا ضدهم يختلف بإختلاف نسبة الحياة والإستقلالية لتلك الشعوب ..
هناك شعوب تدمرها أمريكل وتحتلها وتنتهب خيراتها فتكون قوية تنهض من آلامها وتبني حضارتها وتقاوم بالشعب الحي رغم أنف ( العم سام ) مثل فيتنام واليابان وكوريا وأفغانستان ..
وهناك شعوب تعض الحذاء وتقبل مؤخرة أمريكا وتحاول إستنساخ النفايات الأمريكية لتغيير معالم شعبها مثل الفلبين والعراق ..
إن القطبية التي تسعى أمريكا لإعادتها في المنطقة بعد إستلامها إرث سايكس بيكو من دول الإستعمار السابقة جعلنا نتأكد تماما أن الإستعمار الأمريكي ينتهج نفس وحشية ودموية الإستعمار الفرنسي والإيطالي حيث لا فكر سوى الرصاص ولا منهجية غير القتل العشوائي لكل مظاهر الحياة في الدول المحتلة ..
مثال آخر على الكيل بمكيالين عند ( سادة العنصرية ) في البيت الأبيض ..
عندما قام صدام حسين بضرب الأكراد بالسلاح الكيماوي لم يهتز العالم تماما مثلما بقي العالم صامتا على حصار وقتل من في حماة من الإخوان المسلمين لأن الغرض في تلك الفترة ليس تغيير الأنظمة الإستبدادية بل مساعدة إسرائيل في خلق المزيد من الشعوب المدمرة والمحكومة بالإستبداد مما يعطي الكيان الصهيوني الأمان ..
مشكلة العراق كانت النزعة العروبية وأخلاقيات صدام حسين التي إرتبطت بالفروسية والكراهية لإسرائيل رغم حماقته الساسية التي فعلها عام 1990 م بغزو الكويت إلا أن شعبيته كانت مستمره وهو الوحيد الذي تجرأ وضرب الكيان الصهيوني بالصواريخ إبان حرب الخليج الأولى والثانية مما عجل بوجوب سقوطه على يد ( رعاة البقر ) في البيت الأبيض ..
إن إنعدام الأخلاقية في إختراع كذبة أسلحة الدمار الشامل كذريعة لضرب وإحتلال العراق ثم تسليمه لإيران كانت أفضل الطرق لتوضيح بشاعة ( الإمبريالية الأمريكية ) خاصة بعد فضح تلك الكذبة عام 2015 م بينما كان السواد الأعظم من الشعوب العربية تعلم يقينا أنها كذبة تماما مثل كذبة الهولوكوست ( المحرقة النازية لليهود ) في الحرب العالمية الثانية
إلا أنه لم تكون هناك وسائل إتصال وتصوير في تلك الأيام من القرن الماضي كما هو الحال اليوم ..
إن تفعيل ( حزب الدعوة العراقي ) المعروف عالميا بالعمليات الإرهابية والمؤسس الفعلي لما يسمى بالعمليات الإنتحارية كمنظومة سياسية وتسليمه حكم العراق أكبر دليل على تآمر أمريكا مع إيران لتعطيل العراق ونهب خيراته ..
أمريكا اليوم تكتفي من البترول وهذا قد جاء بعد سرقة النفط العراقي وهو ضمن مخطط غربي للإستغناء عن التحالفات الخليجية وعلى رأسها السعودية تمهيدا لتقسيم المنطقة من جديد ..
إن الغرب بشكل عام يتعامل مع العرب على أنه قطعان من الماشية يكفلون بها بعض الرعاة والمتنفعين ليقتادوها إلى المراعي التي تسمنها لموسم الأضاحي القادم ..
إن ثورة الشعب التونسي قد خلقت المزيد من التوتر وعجلت بمخططات الغرب خاصة بعد سقوط أحلامهم الفاشية بالصراع بين القوى العلمانية والإسلامية التونسية فما كان من القوى الإسلامية إلا ان سلمت الأمور لقيادة مدنية وتركت الناس يحكمون أنفسهم ..
وسواء كان الرئيس التونسي يسر على نهج من سبقه ( زين العابدين بن علي ) او سيكون رئيسا لنظام حضاري مختلف فإن الشعب التونسي كان جديرا بتغيير معايير السلطة
إن تهتديد نظام بشار الأسد الذي خلف والده في حراسة حدود الكيان الصهيوني هو ما جعل أمريكا والعالم يكشفان عن وجهيهما الحقيقي ( العنصرية ) ..
إن غياب نظام الأسد الذي لم يطلق رصاصة واحدة على إسرائيل منذ عام فض الإشباك في حرب أكتوبر عام 1973 م سيجعل إسرائيل متوترة جدا خاصة بوجود فصائل إسلامية وطنية في سوريا هدفها تحرير سوريا من نظام البعث وجعل الحكم للشريحة الشعبية على الأراضي السورية ..
هنا عادت ( الماسونية ) بقيادة أمريكا لتمارس دورها العنصري ..
عندما أرادت أمريكا السيطرة على المجاهدين الأفغان كان حجر العثرة بوجههم هو الشيخ عبدالله عزام رحمه الله ..
قامت أمريكا بتدريب إبن لادن وإغتالت ( عزام ) لتمهد له الطريق ليكون قائد الفرع الجديد للإرهاب في فصائل المجاهدين المسمى بـ ( القاعدة ) ..
اليوم يصنع السوريون على الأرض بالبندقية ضد الدبابات والبراميل المتفجرة الفرق ويثبت للعالم أن نظام الأسد الذي سرق أموال السوريين طوال أكثر من أربعين عاما بحجة تسليح الجيش ليفرض على السوريين الجوع والتقشف والتسول والرشوة بينما ينعم آل الأسد ومخلوف بالثروات ..
يثبت السوريون أن هذا النظام مجرد حارس فاشي مجرم يحمي حدود الكيان الصهيوني هو وإيران ومن شايعهم ..
إن صمت الغرب وعلى رأسه أمريكا عن إستخدام السلاح الكيماوي ضد الشعب السوري هو حقيقة القشة التي قصمت ظهر البعير وفضحت عنصرية هذا العالم ضد كل من يحاول تهديد وجود إسرائيل ..
إن إسرائيل التي دمرت البنية التحتية في لبنان وقصمت ظهره إقتصاديا وسياسيا في تلك المسرحية الهزلية عام 2006 م التي قادها ( مسيلمة الكذاب ) حسن نصر الله ليجعل كل معالم الهزيمة نصرا في ( أضحوكة ) مرت على ذقون اللبنانيين والعرب الحالمين ما هي إلا تقوية لتوحيد الأقطاب السياسية في لبنان وتهميد لسيطرة إيرانية عليه لصالح إسرائيل ..
ومن لا يصدق ذلك عليه أن يتذكر ما حدث في إنقلاب القمصان السود عام 2008 م عندما إنتخبت الشريحة الكبرى من لبنان حكومتها من خارج دائرة الأفاقين في الضاحية فكان لابد أن يكشف حسن نصر الله حقيقته الشيطانية بأن ينزل للشوارع ويقتل المسلمين في الساحات دفاعا عن الهيمنة الفارسية على لبنان لحماية سادته في إسرائيل ..
إن أمريكا بتاريخها العدواني على المنطقة العربية جعلت من نفسها القوى الإستعمارية الدكتاتورية الوحيدة في هذا العالم التي تشطب الحكومات وتقتل الأبرياء بذرائع واهية وهنا كان لابد من أن يذوق السم من يطبخه .. ولابد للشيطان أن تلسعه نيران فحيحه ..
كانت أحداث سبتمبر هي الرد الشعبي الوحيد ( وإن كان إرهابيا ) على ممارسات أمريكا العنصرية في كل دول العالم ..
إن أمريكا منتشية بالقوة لدرجة أنها تشن الحروب خارج حدودها وعلى كل دول العالم بل إن هوليود في فيلم مثل ( أفاتار) قد وصلت إلى إختراع عوالم خارج المجردة فقط لتذهب إليها القوات الأمركية وتجرب أسلحتها في المخلوقات ..
إن المتابع لذلك الفيلم يرى فعلا ثقافة جنرالات البيت الأبيض ورؤيتهم التي لا تتوسم إلا دماء البشر لفرض قوتهم بفوهة البندقية على مصائر الشعوب ..
الحليف الجديد / القديم لأمريكا اليوم هو الكيان ( الصفيوني ) في إيران وهو حليف يهودي عتيد منذ أيام السبي البابلي قبل ميلاد عيسى عليه السلام ..
وكما نرى في شعار شركة (ستاربكس ) الصهيونية ( إستر ) ملكة اليهود التي تزوجت من كسرى الفارسي وأدخلت بني جلدتها في البلاط الفارسي وضمنت الكثير من معتقدات اليهود لديانة المجوس مما نرى الكثير من إنعكاساته اليوم في ديانة الشيعة في المنطقة والتي تنشر السب والتطاول على الأنبياء وتتهم نساء الأنبياء والمرسلين بالفحش وتدعو إلى الشذوذ الجنسي وزنا المحارم تماما كما هو حال تلمود سادتهم اليهود ( وهي وثنيات ومحرفات لا علاقة لها بالكتب السماوية طبعا ) ..
هذا الحليف الذي ( ينبح ) زبانيته و ( رعاعه ) في المنطقة العربية بالعداوة لإسرائيل ويدعون بهتانا عظيما بأنهم مقاومة وممانعة يمارسون على أرض الواقع كل ما يخدم إسرائيل ويحميها ..
ولهذا السبب كان حراما على صدام حسين أن يبني مشروعا ليكون نوويا .. بينما حلال مبارك على إيران أن تخصب اليورانيوم بل وتتفق مع دول العالم على ذلك ..
الحلم الأمريكي ليس في أفلام هوليود أيها السيدات والسادة ..
الحلم الأمريكي هو ما بدأ به ( جورج واشنطن ) مع جماعته ( البناؤون الأحرار ) في بداية تأليف مشروع إقامة الولايات المتحدة الأمريكية ..
هو نفس المشروع الذي أفرز الفرع الجديد في الديانة النصرانية ( البروتستانت ) الذي لا يؤمنون بالمجسمات والتماثيل ويقدسون اليهود بصفتهم عشيرة عيسى وأخواله ويروجون لعودة المسيح ( الدجال ) في قومية ( الماسونية ) ضمن مشروع ( النصارى الجدد )
الحلم الأمريكي هو نفسه الحلم الصهيوني وأدواته في البيت الأبيض وفي الصفيونية الإيرانية التي تمارس اليوم أبشع الجرائم من قتل وتشريد في ظل صمت عالمي لا يبرره إلا إبتسامة إسرائيل ..
إسرائيل التي لن ترتاح ولن تهدأ إذا بقي العرب على قلب رجل واحد ويخدمون هدفا واحدا وهو أن تكون الحدود بينهم على الجفرافيا فقط وليست في قلوبهم ..
الحلم الأمريكي أيها السيات والسادة ..
هو ذاته الحافز لقتل مليونين من اليابانيين في هيروشيما وناجازاكي عام 1945 م فقط لإستعراض القوة وتجريب سلاح جديد على بشر أبرياء ..
ولسبب آخر .. الإنتقام لبيرل هاربر ..
التاريخ يعيد نفسه اليوم .. الإنتقام للحادي عشر من أيلول جاء بتدمير العراق وأفغانستان بدعوى محاربة الإرهاب في حين أن السبب الحقيقي هو الإنتقام من صفعة لغطرسة الصقور الأمريكيين في البيت الأبيض في عقر دارهم ..
هنا تتجسد العقلية التوأم لإسرائيل في أمريكا ..
لن أكون بأمان إذا كان من حولي بأمان ..
الحلم الأمريكي أيها المثقفون العرب ..
لا يكون بأطلال يابانية .. وجثث هندية .. ومقابر عراقية ..
الحلم الأمريكي لا يرقى أن يكون بشريا على الإطلاق ..
فلا أمان للأفعى .. ولا صدق للثعلب .. ولا مرؤة عند القوادين ..
والحضارة أبدا ليست ( همبرغر ) و ( كحول ) ورقص عاري على ( الديسكو )
الحلم الحقيقي هو أن تحلموا أنتم وليس أن تفعلوا ما يحلم به الآخرون ..
الحلم ينبع من ذواتنا وليس من نفايات غيرنا ..
ليحلم المغاربي بأن ينتعش ويزدهر في مغاربيته .. وليحلم الخليجي بأن يرتفع وينهض بخليجيته .. وليحلم الشامي بأن يروي ضمائر الليمون والأزقة بنخوته وشاميته ..
ليقف المصري وقوفا يليق بتاريخه وحضارته ولا يتعثر بحذاء عسكري او عارية راقصة في شوارع البغاء تبتغي نزع كرامته ..
كونوا أنتم أيها السيدات والسادة .. ولا تكونوا نسخا مشوهة من شعب ليس له ثقافة ولا وزن في عالم الحضارات ..
إن أمريكا هي ثالث دول العالم في ( الجهل – الأمية ) وخامس دولة تؤمن بالأساطير والخرافات ( يعتقد 71% من الأمريكيين بأن بابا نويل موجود فعلا ) ..
إن الحديث عن الديمقراطية في الدولة الأولى بوليسيا والتي تتجسس على المواطنين فيها لأتفه الأسباب هو حديث منزوع الأخلاقية ..
إن الحديث عن الحرية من دولة قتلت مليونين ياباني وأكثر من مليون عراقي وقرابة المليون فيتنامي وأفغاني وأبادت شعبا من الهنود الحمر بلغ تعداده في أقل الإحصائيات قرابة الثمانين مليونا ومسحته عن وجه الأرض .. يبدو مثل حديث العاهرة عن الشرف
إن أمريكا التي تعجز إلى هذا اليوم عن إختراع شخصية تتغلب على شخصية جيمس بوند في السينما هي بالتأكيد عاجزة عن غسل وجهها من كل تلك الجرائم التي دونها التاريخ وسجلتها ذاكرة الشعوب عبر سبعة عقود من القرصنة والإستعمار تحت شعارات الحرية والديمقراطية ونشر الحلم الأمريكي ..
إن ما تمارسه أمريكا هو بكل تأكيد ما يجعلها الطرف الأسوأ والأبشع في معركة الوجود التي بدأت منذ خلق الله البشر ..
معركة الخير والشر .. قوى الظلام وشعاع النور ..
أمريكا الظلامية العنصرية الفاشية التي قتلت ما مجموعه يتجاوز من ماتوا في الحربين العالمية الأولى والثانية هي بالتأكيد أسوأ من رفع راية الحرية ..
إن وجود أمريكا وروسيا وإسرائيل وإيران يجعلنا فعلا نتأكد كم كان هتلر محترما وإنسانا
ستقولون معادي للسامية .. قولوا ما تقولون ..
إنني فقط .. أصف ما تفعلون ..


عبيد خلف العنـزي
أكتوبر 2016 م



ليست هناك تعليقات: