كان يا ما
كان في قريب الأزمان ، كنا نعتبر نداء الأب مثل نفير الحرب
إما أن تلبي
أو أن تعتبر مرتكبا لكبيرة التولي يوم الزحف ، فالأب سيد الدار وعامودها وبه
تستقيم أمور الحياة بعد عناية الله تعالى
اليوم من
يتقلدون منصب الأبوة يعانون من ضياع الرتبة ، وميوعة المنصب ، فلا الدار دار ولا
ساكنيها من الأحياء
تجد العقوق
الصامت عندما يحمل الأب حوائج المنزل بيديه أو على كتفيه ، بينما أولاده إما يدسون
رؤوسهم في هواتفهم أو شاشات ألعابهم
وحين ينادي
منادي بر الوالدين يأتي الجواب :
"
عندي Game "
، الفتى أو الفتاة في لعبة ، واللعبة ليست خوض غمار حملة إنتخابية أو رسالة علمية
أو حتى قضية في مجلس الأمن ، لعبة إلكترونية تشتمل على مراحل وتحديات لا تنمي سوى
الهوس ولا ترفع سوى الهذيان ولا تقدم في معيار الحياة ولا تؤخر
الرابح
الوحيد في هذه اللعبة هو مبرمج الألعاب الذي يقدم وسيلة لشحذ العواطف والإنفعالات
في الهواء ، بينما إبنك أو بنتك يستهلك الوقت حرفيا دون فائدة
ختمت اللعبة
، تجاوزت المراحل هزمت الأعداء .. ثم ماذا ؟
لا شيء ..
حياة
إلكترونية جوفاء ، وجيل غير قادر حتى على صياغة عبارة صحيحة دون ألفاظ نابية ،
وعند إنتقادهم يكون الرد البليد :
هذا تنمر
نحمد الله
على أننا قدمنا لأهلنا البر وإن كنا مقصرين ، لأن أولادنا دون شك لن يقدموا لنا
سوى حالات الإنفصام و
وعندما
يفيقون من سكرتهم سيجيبون بكل غباء :
" عندي
Game "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق