الأربعاء، 20 أكتوبر 2021

ثلاثة عقود من القراءة

اليوم يصادف الذكرى الـ32 لبداية شغف القراءة 

ثلاثة عقود أدمنت فيها إلتهام سطور الكتب ، تعلمت أن أسمع أكثر مما أتكلم وأن أفعل أكثر مما أقول 

قرأت في التاريخ وعرفت يقينا أنه لا يقبل التزييف ، مهما إدعى الأقزام اليوم الذين يعجزون عن مجاراة إنجازات الأمس رغم ما لديهم من تقدم وتقنيات 

تعلمت أن المنتصرين سيكتبون ما يريدون لكن الحقائق لا يمكن أن تختفي ، فلم تمطر السماء دماءً عند موت الحسين ، لكن الشيعة أخذوها ذريعة لقتل البشر إلى يوم الدين 

تعلمت أن كل أشكال السياحة ومسابقات الجمال ومؤتمرات حقوق الإنسان ، لن تغسل عن اسبانيا وأوروبا عار محاكم التفتيش ، ومحارق النساء بتهمة الفلسفة والسحر 

تعلمت من القراءة أن فرنسا ليست أبدا دولة متحضرة علمانية ، بل هي دولة بربرية قتلت من العرب والأفارقة أضعاف ما قتل الطاعون الأسود 

علمتني القراءة ان الكثيرين اليوم يتلهفون لنزع ملابسهم فزعاً من تاريخ العرب والمسلمين لأنهم لن يصلوا إلى إنجازاتهم مهما إرتقت تقنياتهم ومهما علت مكانتهم فهم بين التابعين وليسوا سادة مؤثرين ، يتفاعلون مع رقصة على منصات التواصل الإجتماعي ولا يكترثون بدماء تسيل حول العالم 

عندما تقرأ سترى العالم بعيون أخرى

من روايات مصرية ، إلى عيون الأدب العالمي والأعمال الخالدة لأشهر عظماء الأدب في أوروبا وروسيا ، وصولا إلى  كتب العلم والحديث،رحلة من الشغف والقراءة 

ربما يسخر البعض من هكذا مناسبة ، ولكنها جزء من سذاجة اليوم عندما تواجه القراءة أصعب التحديات في ظل سفهاء التواصل الإجتماعي والمهرجين على المنابر ، يجب أن تحتفل بثلاثة عقود لازلت قادرا بعدها أن تقرأ وسط هذا الصخب 


تحياتي 

عبيد العايد 

السبت، 26 ديسمبر 2020

الـتـنـمر

 
أي جيل سنصنع اليوم ؟
سؤال يجب أن نوجهه إلى كل المسؤولين عن سن القوانين لدينا ..
بماذا نسلح أطفالنا عندما نرميهم أمام شاشات الهواتف والألعاب الإلكترونية ، فيعيشون عالما إفتراضيا من الشخصيات التي يبتكرها "المخابيل" في أمريكا وأوروبا واليابان
كيف نجعلهم يدخلون تحديات الألعاب ويتابعون المحتوى الرديء والفارغ الذي يقدمه 90% من مشاهير تطبيقات التواصل الإجتماعي ، والذين ينحصر كل ما يقدمونه في التعليقات الساخرة والألفاظ البذيئة
وبعد كل هذا الخواء الذي نحغره في نفوسهم ، نخترع لهم قانون التنمر !!
أي سذاجة هذه ؟!
بل أي ضيق أفق هذا ؟!
عندما يكون التعليم بمناهج قشورية تحتاج إلى تصحيح وإعادة هيكلة ، ثم يأتي بعدها إعلام هابط يقلد المحتوى الأمريكي والتركي بأقل القليل من القيم والملابس ، ثم يكتمل الثريد بجوقة من السذج والتافهين وبائعات الهوى على منصات التواصل الإجتماعي
جيل كهذا يحتاج إلى من يساعده في تعلم صعوبات الحياة ، يحتاج إلى مواجهة الحياة وليس الإختباء عنها وراء عالم إفتراضي من الألعاب والمتردية والنطيحة في التواصل الإجتماعي
وليس قانونا يجعله ينزوي ويهرب وهو يجر أذيال الخيبة كلما إنتقده أحد أو واجه صعوبة ما
راجعوا أنفسكم وأنتم تجهزون جيلا من المدللين النواعم
لأن هذا الجيل بالتأكيد لن يفرز أبطالا حقيقيين مثل الذين في الحد الجنوبي
بل سيكون لديكم جيل من " صوير وعوير ، واللي ما فيه خير "
" قال تنمر قال .. "

عـندي Game

 

كان يا ما كان في قريب الأزمان ، كنا نعتبر نداء الأب مثل نفير الحرب

إما أن تلبي أو أن تعتبر مرتكبا لكبيرة التولي يوم الزحف ، فالأب سيد الدار وعامودها وبه تستقيم أمور الحياة بعد عناية الله تعالى

اليوم من يتقلدون منصب الأبوة يعانون من ضياع الرتبة ، وميوعة المنصب ، فلا الدار دار ولا ساكنيها من الأحياء

تجد العقوق الصامت عندما يحمل الأب حوائج المنزل بيديه أو على كتفيه ، بينما أولاده إما يدسون رؤوسهم في هواتفهم أو شاشات ألعابهم

وحين ينادي منادي بر الوالدين يأتي الجواب :

" عندي  Game " ، الفتى أو الفتاة في لعبة ، واللعبة ليست خوض غمار حملة إنتخابية أو رسالة علمية أو حتى قضية في مجلس الأمن ، لعبة إلكترونية تشتمل على مراحل وتحديات لا تنمي سوى الهوس ولا ترفع سوى الهذيان ولا تقدم في معيار الحياة ولا تؤخر

الرابح الوحيد في هذه اللعبة هو مبرمج الألعاب الذي يقدم وسيلة لشحذ العواطف والإنفعالات في الهواء ، بينما إبنك أو بنتك يستهلك الوقت حرفيا دون فائدة

ختمت اللعبة ، تجاوزت المراحل هزمت الأعداء .. ثم ماذا ؟

لا شيء ..

حياة إلكترونية جوفاء ، وجيل غير قادر حتى على صياغة عبارة صحيحة دون ألفاظ نابية ، وعند إنتقادهم يكون الرد البليد :

هذا تنمر

نحمد الله على أننا قدمنا لأهلنا البر وإن كنا مقصرين ، لأن أولادنا دون شك لن يقدموا لنا سوى حالات الإنفصام و

وعندما يفيقون من سكرتهم سيجيبون بكل غباء :

" عندي Game "

الأربعاء، 19 أغسطس 2020

رفيق الحريري

 


#رفيق_الحريري

منذ خمسة عشر عاما وجميعا نعلم أن حزب الله هو قاتل رفيق الحريري ، ولكن السياسة قذرة
منذ ثورة الأرز في 14 آذار،نعلم موقنين من هم الأنذال الذين بايعوا الخميني على المنابر وقرروا ان يكون سلاحهم مهيمنا على لبنان لصالح الولي الفقيه
منذ ان نصبوا إسم القاتل مصطفى بدر الدين امام مستشفى رفيق الحريري وكتبوا قبله كلمة الشهيد ، فصورا المجرم الذي تآمر وخان وقتل قلب لبنان بأنه قديس 
إننا نعلم مؤمنين بأن حزب الله قتل رفيق الحريري لأنه ببساطة ضد هيمنة سوريا على لبنان ، وبالتالي حجر عثرة في وجه النفوذ الإيراني الذي يحتاج أن يرمي شباب لبنان في أتون حروبه الإرهابية في المنطقة ،
إننا نعلم منذ أن هدد حسن نصر الله بأن من يمس المتهمين او يتعرض لهم بأنه سيشعل البلد ، وقد فعلها في إنقلاب القمصان السود
إننا نعلم أن حزب الله إغتال رفيق الحريري ، بقي فقط أن يعلم ذلك كل اللبنانيين ، وأن ينقذوا بلدهم من تلك الشعيرات في ذيل الكلب الإيراني

#كلن_يعني_كلن

رحم الله الشهيد رفيق الحريري ، وأسكنه فسيح جناته ، فلقد أراد وعمل من أجل لبنان ، غير لبنان ميشال عون وحسن نصر الله 

عبيد خلف العايد 

الأربعاء، 13 مايو 2020

سعد الحريري : إبن أبيه

#سعد_الحريري 

إنه إبن أبيه ، ولا يملك إلا أن يكون إبن أبيه يقع فينهض ويتعثر فيستند على حلم ابيه بنهوض لبنان ليقف مجددا 
أخطأ والده بالثقة في النظام السوري ودفع الثمن شهيدا مناضلا في سبيل لبنان 
واليوم أخطأ سعد بالثقة بذيل النظام السوري في لبنان وسمح له بالوصول إلى بعبدا وقبل التسوية مع ذيل إيران في لبنان من أجل لبنان .. ورغم مرارة الخيانة من الضاحية وبعبدا والتي دفع اللبنانيون ثمنها من اقواتهم وأرزاق أولادهم ، إلا أن الاقنعة سقطت وكما حدث في يوم العار في ايار عندما سقطت مسوح الرهبان عن مسيلمة الكذاب في الضاحية الجنوبية فحاول ستر سوئته بكابتن نجيب ميقاتي ، سقطت اليوم العمامة في الضاحية ومعه النعامة في بعبدا فتم تلفيق الباشكاتب حسان ذياب لتلميع صلعة إبن العلقمي لتخدير الحشود تمهيدا لسقوط الأرز بيد المغول 
هرب ميقاتي وذيله بين رجليه وسيلحق به دياب دون شك ، وضمانة لبنان حكومة موحدة بخيارات مستقلة وعلاقة عربية مستقرة وثقة عالمية تنبع من خطوات حقيقية وإجراءات عملية 
والعرب لن يصافحوا حكومية مليشياوية المنشأ إيرانية الهوى ولن يحترموا من يجلس في بعبدا نائبا عن المرشد الأعلى في الضاحية 
إنه إبن أبيه ولن يملك سوى أن يكون إبن أبيه فلبنان اولا مهما زادت العثرات وتفاقمت الأزمات بمثله سينهض لبنان بإذن الله

عبيد خلف العنزي 
13 مايو 2020 م 

الأحد، 19 أبريل 2020

ماذا بعد كورونا

#كورونا_السعودية

بإذن الله تعالى ستمر هذه الأيام كما مرت سواها
الأهم ان لا نكون نحن كما كنا ، بل افضل مما كنا عليه لأن هذا هو التكيف وإستيعاب الأزمات والنهوض منها اقوى مما كنا
لست أريد أن أكون عنصريا ، إنما في هذه الأزمة آن الأوان لمراجعة النفس وتقييم مواقفنا من الأفراد والجماعات وحتى الدول
لن ينظر أحد إلى الصين كدولة صناعية ثورية وإقتصادية فقط ، بل سيراها العالم أجمع على انها دولة ديكتاتورية غير آدمية يأكل سكانها او غالبيتهم مخلوقات ليست للإستهلاك الآدمي وقد ظهر لديهم فيروس وأخفت سلطاتهم الأمر حتى وصلت الإصابات إلى ثلاثة آلاف حالة
ولن يرى العالم إيران بوصفها إمارة الشيطان التي تتبنى جانبا وثنيا إجراميا وعنصريا يغلفونه بالتشيع لآل البيت وهم منه براء ، ليسوا فقط دولة تصدر الإرهاب وتغذي التطرف على مدى أربعين عاما فقط ، بل هي دولة أخفت الحالات الوبائية لديها وأرسلت المصابين الشيعة من اتباع ديانة الولي الفقيه الوثنية إلى بلدانهم ليسمموا مجتماعتهم بهذا الوباء
اليوم رأينا حقيقة من يأتي للعمل في بلادنا ويأكل من خيراتنا ويبني مستقبله ثم يصعد المنابر الإعلامية ليسبنا ويتهمنا بالتطبيع بينما هو يرفع علم الصهاينة في عقر داره ويتبادل معهم العلاقات التجارية والدبلوماسية ليأتي بعدها بكل وقاحة يتهمنا نحن بالخيانة وصفقة القرن
حان الوقت لنرى كل شيء كما هو .. أبيض أو أسود  .. حقيقي او مزيف ..
اليوم ودون لجان تشريعية او دوائر إنتخابية بل بدون برلمانات وصحافة تسمي الوقاحة حرية
اليوم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود يعلم العالم درسا في الإنسانية والقيادة
العلاج للجميع بالمجان والدعم لكل القطاعات الحكومية والخاصة
فقط إبقوا في منازلكم آمنين وجنود الوطن على الحدود وداخل المدن يتكاتفون مع الكوادر الصحية لنكون جميعا آمنين بإذن الله تعالى
بعد زوال الغمة إن شاء الله
يجب ان نعرف من نحن ومن هم ونضع كلا منهم في مكانه الطبيعي

السبت، 3 نوفمبر 2018

مـع إحـترامـي يا خاشقجي

قناعتي في الحياة أن جميع دول العالم تسير وفق مصالحها بينما تحركنا نحن العرب عواطفنا ..
ولكن في بعض الأحيان أجد أن المسألة لا تخلو من التعالي والنظرة الدونية للعرب والأعجب أن بعض العرب ينبطح للغرب في إستحمار مثير للدهشة مما يعزز تلك النظرة 
كندا لم تتوقع ردة الفعل السعودية لأن تعاملها مع أشباه الرجال من بعض الدول العربية جعلها تعتقد أن كل العرب مطايا ولا عزة نفس لهم فكانت ردة الفعل السعودية بمثابة اللطمة على الوجه لتستفيق النعاج 
لا شك لدي أن جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي هي جريمة بشعة ومرتكبوها لابد ان ينالوا العقاب ويتم القصاص فيهم وهذا ما سيحدث لأن السعودية لا تتهاون في مثل هذه الأمور أبدا وتاريخها يشهد بذلك ..
على ذكر التاريخ ..
دعونا نتأمل تاريخ هؤلاء الذين يتباكون اليوم على جمال خاشقجي ويطالبون بمقاطعة وفرض العقوبات على السعودية بسبب ما حدث ..
من هؤلاء ؟!!
فرنسا ..!
التي قتلت مليون جزائري فقط لنهب الخيرات وفرض الجباية 
فرنسا ..!! 
التي تمول وتدعم لوجستيا قتل مسلمي الروهنجا في مانيمار اليوم علانية 
التي أسست كل قوانين العنصرية ضد العرب والأفارقة والمسلمين منذ عصور الظلام في أوروبا وحتى اليوم ..
ألمانيا ..! 
نفس ألمانيا التي ترفع فيها طبيبة مصرية قضية إساءة فينهض المتهم ليطعنها أمام هيئة المحكمة والمحامين والحضور إحدى عشرة طعنة مزهقا روحها دون أن يطرف له رمش ودون حتى عقاب رادع ..
ألمانيا نفسها التي كرمت الرسامين وكل من أساء للنبي صلى الله عليه وسلم صاحب الديانة التي يعتنقها خاشقجي رحمه الله وأكثر من مليار ونصف من البشر
والأدهى من كل هذا 
إيران ..! 
إيران التي أعلنت رسميا سيطرتها على أربعة عواصم عربية والتي قتلت ما يزيد على المليون مسلم في كل بلد تمد أذرعتها فيه والتي قتلت حجاج بيت الله في شهر الله المحرم والتي تعدم سنويا ما يزيد عن الـ20 ألف مسلم بدون حتى محاكمة والتي كان آخرها إعدام كردي رفع صورة صدام حسين في مظاهرة ..
من أيضا ..؟
الديمقراطيين في أمريكا ..! 
أليسوا هم أنفسهم من قتلوا عبدالله عزام وونصبوا دجالهم أسامة بن لادن مكانه ليضربوا ويؤدلجوا طالبان من ثورة وكفاح ضد السوفييت إلى تنظيم إرهابي بأفعال القاعدة ؟
أليسوا هم مؤسسي القاعدة وداعش والأباء الروحيين لكل المذابح والجرائم في الشرق الأوسط 
مع إحترامي لجمال خاشقجي 
إلا أن من يدافع عنه اليوم هم أنفسهم القتلة وهم أنفسهم ملوك الإجرام ..
دعوا خاشقجي بسلام  .. رحمه الله 
مضى شهيدا مغدورا وسيتم القصاص من القتلة .. 
ولكن السؤال الحقيقي هو 
متى سيتم القصاص منكم أنتم أيها المجرمون ..؟! 
x

الاثنين، 1 أكتوبر 2018

وسائل الإنفصال الإجتماعي

غيرت وسائل التواصل الإجتماعي منذ بدء ظهورها في منتصف العام 2008 وجه الإنسانية بل وساهمت كثيرا في خلق سبل جديدة للتواصل والإعلانات وكذلك النشر الإعلامي مما قلص كثيرا من أداء شركات الدعاية والإعلان ووصل بنا إلى أن تكون هذه الوسائل هي البديل الفعلي لكافة إتصالنا مع من حولنا
ولكن هذا لم يأتي دون ثمن ..
والثمن هنا جاء على شكل لوثة أصابت كافة أطياف المجتمع مما جعلنا وسط بشر فقدوا إحساس الحياة نفسه فنادرا ما تجد من يستمتع بمشهد طبيعي أو فني دون أن يوثق ذلك بكاميرا الجوال وينشره في كل حساباته على منصات التواصل
بل وصلت اللوثة أن لا يتناول أحد فنجان قهوته دون تصوير الفنجان وبثه في ذات المنصات وكأن العالم يهتم به وبقهوته .. أضف إلى ذلك وجوب إطلاق نفير سيارته عند إشرة المرور لتذكرهم بأن اللون الأخضر يعني الإنطلاق فيرفعوا رؤوسهم من شاشات الهواتف حتى تكمل سيرك إلى عملك أو منزلك ..
والأدهى من ذلك أن الخصوصية إنتهت في بيوتنا مع ثورة إنستقرام وسناب شات فتسربت صور ومشاهد من حياتنا الشخصية لمن يتابعوننا وبعد كل هذا وصلنا إلى متلازمة الإجرام والعنف والفضائحية في الإنفصال الإجتماعي فصار البعض يقوم بالمقالب التي قد تصل إلى أذى أقرب الناس إليه لمجرد رفع عدد المتابعين له على منصات الإنفصال الإجتماعي والأخلاقي ..
لا شك أن التواصل الإجتماعي سلاح ذو حدين وله منافع كما له مضار ولكن ما نراه هو عدم وعي في إستخدام منصات التواصل الإجتماعي بل هي جاهلية ما بعدها جاهلية وصلت بنا إلى أن نكون فارغي المحتوى عديمي الجدوى من حيث ما نقدمه في حساباتنا على وسائل التواصل ..
إن البيت الواحد والعائلة الواحدة أصبحت تضم أفرادا لا يعرفون عن بعضهم شيئا والمشهد نفسه يتكرر عدة أشخاص في مكان واحد ولكنهم هائمون في عوالم مختلفة ونسأل الله السلامة والعافية

الثلاثاء، 13 فبراير 2018

مسيلمة الكذاب



يعتبر العرب من أكثر الشعوب عاطفية ولديهم حنين عجيب لأزمنة الزعامات فهم بالأساس عشائر وقبائل وأي أنظمة سياسية ليس فيها زعامات لا تستمر لدى العرب في الغالب ..
ومن هذا المنطلق ظهر الكثير من الذين مارسوا تلك الزعامات وعاثوا بالأوطان فسادا وخربوا مستقبل البلاد والعباد من أمثال القذافي وحافظ الأسد وعبد الناصر وأمثالهم من التقدميين الذين يبررون الفاشية بدعوى (القومية للأمة العربية) بينما تتركز ممارساتهم في ترسيخ وطأة أحذيتهم على أعناق البشر.
وهذا المثال جعل إيران التي تواجه كراهية عامة لأعجميتها عند السواد الأعظم من العرب تنتهج ذات النهج فتطبل لقائد المقاومة والممانعة حافظ الأسد ثم ابنه بشار رغم أنهما لم يمتلكا شجاعة إطلاق رصاصة على العدو الإسرائيلي لأكثر من أربعين عاما منذ فض الاشتباك في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 م ..
ثم استطاعت القوى السياسية الداعمة للشيعة من الليبراليين العرب في أن تمنهج نقل لقب المقاومة من أبناء الشعب الفلسطيني (الذين يقاومون المحتل فعليا) إلى حلف الرذيلة في سوريا ولبنان والذي ترضعه إيران حليب الصفوية وتصدير ثورتها الإجرامية
مما ساهم في سهولة صناعة الدمى الحزبية والفزاعات السياسية لدى قوى الشيعة التي بدأت تنفضح بعد ممارسات حركة (أمل) بقيادة نبيه بري الذي ساهم في تنفيذ جرائم طائفية ضد (السنة) في لبنان وضد العرب من الفلسطينيين في المخيمات فكان واجبا على التيار (الصفيوني) أن يجد البديل بعد استحواذ الخميني على السلطة في إيران بعد الثورة ضد الشاه عام 1979 م
جاهدت تلك القوى في محاولة تلميع نبيه بري وحركته المسلحة إلا أن الصحافة البريطانية والعربية كشفت حقيقة جرائمه ضد الإنسانية وممارساته الطائفية في الحرب اللبنانية
هنا تم إرضاء ذلك الفريق الإجرامي برئاسة مجلس النواب ومنح رئاسة الوزراء إلى السنة بينما رئاسة الجمهورية للموارنة (النصارى)
ثم جاء اتفاق الطائف التاريخي في عهد الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله لتعزيز تلك الهيكلة ودعم استقرار لبنان وإنهاء الحرب الأهلية.
كل ذلك كان يهدد بخروج لبنان عن المسار الذي حددته قوى الشيعة في إيران والتي دعمت قبل ثورة الخميني وبعدها كل ممارسات حركة أمل مما جعل الموقف يحتاج إلى مسار مختلف تماما.
هنا قام صبحي الطفيلي بالتعاون مع نبيه بري بإنشاء حركة من داخل حركة أمل وسموها حزب الله ليكون (الطفيلي) الأمين العام الأول لذلك الحزب.
ثم ظهرت شخصية حسن نصر الله بعد أن عاد من رحلته في قم والنجف عبر أحداث أدت إلى اعتقاله من قبل نظام الراحل صدام حسين ثم طرده ليعود إلى لبنان محملا بالمخططات الإيرانية والأجندات التي استوجب عليه تنفيذها في لبنان والمنطقة.
انتهج حسن نصر الله في بداية خطاباته نهج الموادعة لكل التيارات السياسية والقوى الدينية في لبنان إلا أنه قد أعلن في أحد خطاباته مطلع الثمانينات بأنه: يفتخر بكونه جنديا في ولاية الفقيه وإمام الزمان ونائبه (الخميني)
بكل صدق أقولها أنني ومنذ رأيت وجهه في شبابي أواسط الثمانينات ومطلع التسعينيات أيقنت بأنه مجرد محتال جديد يستخدم الشعارات كما كان يفعل عبد الناصر الذي دوخ الأمة بشعارات الوحدة والعروبة وهو يمارس أشد التنكيل بالتيارات المخالفة له ويسرق قوت المصريين بدعوى الحشد ضد إسرائيل
كانت مهمة حسن نصر الله الأساسية هي انتزاع صفة (المقاومة) من أهلها الأصليين المناضلين الفلسطينيين ولبس عباءة (الممانعة) ورفع شعارات فلسطين على أعناق العباد ليعبر من خلالها إلى ترسيخ الهدف الإيراني الأصلي وهو تصدير الثورة الصفوية إلى دول المنطقة.
ومع انعدام وسائل الإعلام الحالية في تلك فترة أواخر الثمانينات كان العرب موعودين بخطيب جديد ينعق (بما لا يعقل) على رؤوسهم في تلفزيون لبنان.
وبدأ نصر الله تأجيج العرب على المناضلين الفلسطينيين بعد قيام ياسر عرفات بعمل أنشطة مسلحة في الأردن عجلت بتطور الخلاف بينه وبين الملك حسين رحمه الله وهروب عرفات عبر ليبيا إلى مصر ثم إلى فلسطين المحتلة.
ساهمت تلك الممارسات الطائشة لأبي عمار في المزيد من القبول السياسي لحركة المجرمين لما بعد (حركة أمل / حزب الله) فقامت فصائل نصر الله بالعمليات ضد الفلسطينيين بدعوى انهم يريدون التحالف مع العدو الصهيوني بينما الهدف الحقيقي هو المزيد من إقصاء المقاومين ليكون حسن نصر الله (مسيلمة الكذاب) وجماعته الإيرانيين وحليفهم حامي حمى إسرائيل (حافظ الأسد) هم الرمز للمقاومة والممانعة.
ونجحت تلك العمليات ورسخ نصر الله جهوده لعمل هجمات متباعدة ضد إسرائيل حفاظا على ماء الوجه بعد كثرة ما قتل من الفلسطينيين في المخيمات مكملا مشوار (نبيه بري) ومسيطرا على مقاليد ومسارات السلاح من وإلى سوريا بعد قيام سوريا باحتلال لبنان بعد انتهاء الحرب الأهلية بالتعاون مع العماد ميشيل عون.
قيام إيران عبر نفوذها الكبير على بشار الأسد بعد ذلك نجح كثيرا في استمالة ميشيل عون وعودته إلى لبنان بعد اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري على يد جماعة حزب الله عام 2005 م بعد أن هدد مشروعه التنموي للنهضة بلبنان الوجود الإيراني والذراع الخامنئي في الضاحية الجنوبية التي تعتمد على استنزاف مدخرات ودماء الشعوب بشعارات فلسطين والمقاومة لتنفيذ أجندات التوسع الإيراني.
عندما تم اختطاف الجندي الصهيوني (جلعاد شاليط) ضمن فصول مسرحية حرب تموز عام 2006 م لم يخطر ببال نصر الله أن الرد الإسرائيلي سيكون بتدمير لبنان والقضاء على البنية التحتية له بعد ضرب المطارات والأبراج وخزانات الوقود والجسور وبقي نصر الله يخرج بخطابات رنانة تدل على الكم الهائل من الكذب وانعدام الآدمية لدى ذلك المجرم.
الذي يعتبر هلاك وتدمير لبنان انتصارا  إليها على العدو الصهيوني في حرب لم تفقد فيها إسرائيل سوى عدة جنود وآليات تعد على أصابع اليد الواحدة بينما فقد فيها لبنان كافة خيراته ودفاعاته وخسر مراحلا متقدمة في مسيرته التنموية وكل هذا لصرف انتباه الناس عن جريمة اغتيال رفيق الحريري وإعادة تلميع صورة حسن نصر الله أمام الناس كقائد للمقاومة بدلا من كونه مجرما يتزعم مليشيات غير شرعية تمارس كافة أنواع الأعمال التخريبية والإرهابية وجرائم ترويج المخدرات والدعارة في الضاحية الجنوبية بفتاوي خامنئي ومن قبله الخميني التي تبيح في ديانة الشيعة كل الرذائل وتعتبرها جزءا من العقيدة ..
بكل أسف صدقت تيارات عديدة تلك الدعايات التي لمعت صورة كاهن إيراني يتزعم مليشيات لبنانية تعمل وتمارس الجريمة المنظمة ضد كل ما ومن يخالف توجهات سادته في طهران ..
ولكن هذا التلميع لم يدم طويلا وخاصة بعد الثورة السورية ضد نظام البعث بقيادة بشار الأسد الحليف الكبير لنصر الله وسادته في طهران.
فما إن اشتعلت الثورة حتى كشف نصر الله القناع عن وجهه البغيض وانضم إلى بشار في تصفية وتهجير الشعب السوري منذ عام 2011 م وحتى اليوم
ولم يتورع بشار الأسد عن استجلاب كل شذاذ الآفاق من أتباع الملالي الشيعة من جميع أنحاء الشرق بدءا بإيران وباكستان والقوقاز في سبيل القضاء على ثورة الشعب السوري.
بل إنه تمادى في الغي بأن استخدم الأموال التي كان يستنزفها من الشعب السوري طوال فترة حكم والده وحكمه بذريعة تقوية الجيش السوري لمحاربة إسرائيل في أن يمارس جيشه التنكيل وبكل العتاد (حتى السلاح الكيماوي) على المدنيين في المدن السورية.
وهنا ظهرت حقيقة نصر الله الذي أعلن أن وجوده (الغير شرعي) في سوريا هو لحماية لبنان.
وتساءل العالم كيف تكون حماية لبنان بقتل السوريين ..
ولم يجدوا إجابة إلا أن نصر الله كان طوال الوقت يكذب عليهم وبأن كل كلامه عن المقاومة والممانعة هو محظ دجل
كانت الحوادث تكشف كل يوم للشعوب العربية وللعقلاء في لبنان أن نصر الله ليس سيد المقاومة بل هو شيطان يرتدي مسوح الرهبان.
وأنه خميني الأهواء بامتياز.
فقد كان يحرص على اختطاف لبنان وتنفيذ القيود السياسية على شعب لبنان واستنزاف شبابه في حروب خارجية لا شأن لهم بها فقط لدعم أجندات إيران.
ومارس باقتدار التخريب والقتل لكل مشروع لبناني يريد النهوض باقتصاد لبنان ويعزز تنوع النسيج الاجتماعي الذي ميز لبنان عن باقي الدول العربية.
في عهد سيطرة الدويلة على الدولة منهج نصر الله عملية قتل المؤسسات السياسية اللبنانية وفرض الهيمنة بالسلاح على القرار اللبناني.
اعتقد نصر الله بعد مسرحية حرب تموز عام 2006 م أن اللبنانيين سينسون جريمة قتل رفيق الحريري عام 2005 م وسيصورونه على أنه بطل قومي.
لكن وعي الشارع اللبناني صدم كل تيار المماتعة عندما تم انتخاب حكومة يترأسها سعد الحريري وأكد اللبنانيون أن خيارهم دوما سيكون لبنانيا وليس إيرانيا.
هنا وكأي مجرم حرب لا أخلاق له قام نصر الله عام 2008 بالانقلاب الأسود (القمصان السود) وأطلق النار على المدنيين في الشوارع وطرد سعد الحريري من البلاد وعطل مؤسسات الدولة وجاء بحكومة هزيلة وضع على رأسها نجيب ميقاتي ليدير البلاد رغما عن أهلها.
مع تداعيات كل حدث يكشف نصر الله عن حقيقة الولاء لإيران وأنه مجرد تابع وخادم لولاية الفقيه كما صرح هو في كثير من المناسبات.
بل إن ممارساته تكشف لكل المتابعين أن شعارات المقاومة ومصلحة لبنان هي مجرد أكاذيب ليبقى يستنزف المزيد من دماء شباب لبنان في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل فلم يكن هناك تهديد على لبنان من الإرهاب إلا عندما قرر حزب الله ان يخوض الحرب في سوريا دون غطاء سياسي لبناني وخارجا عن إطار كل الأعراف الأخلاقية قبل الدولية مما يؤكد أن تلك المليشيات ما هي إلا ذراع صفوي يستهلك طاقة لبنان لصالح إيران.
بهذا الفكر الصفيوني كان من الطبيعي أن يقوم حزب الله بقتل رفيق الحريري الذي يريد بناء دولة تعددية معاصرة ذات فكر حر مستقل مما يهدد الفكر الإيراني الذي ينص على تصدير الثورة وسرقة دماء الشباب ومدخرات الشعوب لتنفيذ عمليات الإرهاب والحروب الخارجية لصالح دولة تعلن رسميا مشروعها لضرب المنطقة العربية واحتلال مقدرات الشعوب باسم المهدي المسردب.
بقي على أهل لبنان ان يستيقظوا من أوهام كذبة المقاومة والممانعة ويدركوا بقية شبابهم قبل ان يبيدهم نصر الله في حروب (الحسين) وآل البيت (حروب الأموات والأضرحة) التي لا تغني ولا تسمن من جوع.
فليس من المعقول أن يباد كل العرب من أجل (الحسين) الذي اختار أن يكون مظلوما شهيدا دفاعا عن دين الله وليس دفاعا عن الخميني وخامنئي ..
على اللبنانيين أن يتذكروا رفيق الحريري وباسل فليحان ووسام الحسن الذي كانوا مشروع لبنان وليس مشروع إيران ..
الشباب اللبناني الذي اجتهد في صناعة الإدارة والإبداع في العالم عليه أن يساهم في نهضة بلاده وليس في أن يموت في حروب وشعارات نصر الله وزبانيته.
لبنان التعددي الجميل باجتماع فصائله وطوائفه على أنهم لبنانيون لا ينهض بالموت من أجل الحسين وفي سوريا واليمن والعراق.
لبنان ينهض عندما يبني اللبنانيون بلادهم بأنفسهم ولا يسلمون الدولة لبلطجة الدويلة.
من المعيب جدا ان نصدق عمامة نصر الله التي لم تأتي على لبنان إلا بالخراب وقتل الشباب والتعطيل لمؤسسات الدولة والتنمية.
يقول عيسى عليه السلام: من بضاعتهم تعرفونهم
فماذا باعكم نصر الله إلى اليوم سوى الموت والمخدرات والدعارة في الضاحية الجنوبية ودولة تتخبط في الفراغ وليس لها محيط سياسي ينقذها اقتصاديا وسياسيا .. 
تذكروا أيها اللبنانيون أنه حتى بعد مسرحية تموز عام 2006 م لم يكلف نصر الله نفسه بأن يطلب من سادته في طهران أن يساهموا في تعمير لبنان ولو من باب ذر الرماد في العيون.
بل قامت السعودية والكويت والإمارات بإعمار لبنان الذي خربه نصر الله ..
إن الوطني الحقيقي هو من يحافظ على بلاده ويقدم التنازلات ولو على حساب وجوده السياسي لحماية لبنان وليس الوطني هو من يختطف شباب لبنان ليرمي بهم في أتون حروب لا تعنيهم كما أن الأضرحة والقبور لن تبني لبنان.
أمثال نصر الله وأتباعه يهدمون الأوطان على رؤوس من فيها ..
لقد قدم نصر الله المثال الحقيقي للكذب والافتراء على الله وعلى عقيدة الإسلام بل إنه مارس الدجل السياسي والخداع لكل العرب والمسلمين وفضحته أعماله وتناقضاته وتقاطع مصالحه ومصالح سادته في إيران مع العدو الصهيوني (إسرائيل) في كثير من المواقف.
حسن نصر الله اليوم هو بامتياز مسيلمة الكذاب في هذا الزمان.
والأكثر عجبا أن يكذب ويعلم أنه يكذب ويعلم أننا نعلم أنه يكذب ومع هذا يستمر في الكذب ويصدق ما يقول.
ربما حان الوقت للعرب اليوم أن يتركوا الشعارات ويتأملوا في المواقف والأفعال.
دعونا من مسوح الرهبان ولنرى بإنسانية دماء الأبرياء التي يسفكها نصر الله وجماعة إيران وهم يصرخون: يا حسين.
ولو كان الحسين حيا ورأى ما يفعلون لجمعهم في حفرة وأوقد بهم النار كما فعل والده علي بن أبي طالب بأسلافهم من الخوارج.



عبيد خلف العايد

الثلاثاء، 25 يوليو 2017

السعودية العظمى

لست أنكر أبدا تلك النشوة التي غمرتني عندما سمعت الإعلامي والصحافي الأستاذ يوسف علاونة يسمي السعودية بالسعودية العظمى ..
إنه طرب يجتاح كل من يحب وطنه ويتمنى أن يكون وطنه خير الأوطان إقتصاديا وعالميا مثلما هو خير الأوطان دينيا بتشريف الله تعالى هذه البلاد بأقدس مقدسات المسلمين مكة والمدينة ..
لكن هناك أيضا شعور عارم بالفخر إنتابني أيضا وذلك لسبب بسيط جدا وهو أن السعودية بالفعل دولى عظمى ..
وهذا ليس كلام موشحات وشعارات بل هو حقيقة تاريخية ..
السياسة السعودية كانت ولا تزال سياسة النفس الطويل وإنتظار ما تختمر عنه الأحداث لبدء ردة الفعل وكانت هذه سياسة ملائمة للأوضاع التي عايشتها البلاد مسبقا ..
ولكن ما يميز السعودية هي كونها قادرة على المبادرة وصناعة القرار عندما تحتاج الأحداث المبادرة بالعمل وليس إنتظار ما تؤول إليه الأمور وهذا ما تجسد فعليا في الأزمات التي جابهت فيها السعودية خطر الإرهاب الذي أنتجته ولاية الفقيه وحلفاء محور الشر والرذيلة من الصفويين ومطاياهم من عوام الشيعة ..
منذ أعاد الخميني الصفوية إلى المنطقة بعد ثورة الشيعة المشؤومة والإرهاب هو صنيعة هؤلاء من وحي شعائر ديانتهم ووثنيات عقيدتهم التي تنشر الفساد والرذيلة لإعداد المنطقة لعودة المهدي المسردب الذي ينتظر الفرج منذ 1200 عام
إستمرت السعودية بمواجهة الخطر الإيراني وديانة الولي الفقيه التي خرجت عن كونها طائفة إسلامية عبر مدرسة جعفر الصادق رحمه الله لتكون ديانة وثنية تعبد القبور وتتبرك بالأضرحة وتعطي العصمة للموتى ..
وبقيت السعودية تمارس سياسة الهدوء أمام جمهورية إيران الإرهابية ورأى العالم كله محاولات الخميني وبعده خامنئي ضرب مكة والمدينة ورأى العالم كله مظاهرات وعنف الحجاج الإيرانيين ضد الأمن وضد حجاج بيت الله الحرام بل وصلت الأمور إلى أن يرى العالم الحقائب التي حملت المتفجرات بغية ضرب مكة المكرمة في موسم الحج ولكن الله سلم وتم القبض على الإرهابيين الإيرانيين ..
ثم تطورت الأمور إلى أن بدأ الشيعة في القطيف والبحرين والكويت في النشاط ضد الأمن القومي لدول الخليج وبدأت دعوة الإنفصال التي دعا إليها المجرم نمر النمر وإشتعلت المشكلة علانية بعد تفعيل دور وسائل التواصل الإجتماعي ليرى العالم كله ما كانت السعودية تعانيه بصمت وصبر على مدى عقود طويلة من الشيعة الموالية لديانة الولي الفقيه
شاهد العالم كله التظاهرات في الشوارع والإعتداء على رجال الأمن وتخريب المنشات ثم ظهرت الأسلحة فعرف كل السعوديين أن مطالبات الحقوق وتلك النداءات ما كانت سوى غطاء لحركة مسلحة للإنفصال مدعومة من إيران وهنا جاء البطش وكم أسعدنا أن تمت تصفية تلك الشراذم الذين أفسدوا على العباد دينهم ودنياهم ومع إعداد الإرهابي نمر النمر إشتعلت إيران التي تعدم شهريا مئات المسلمين ولم تعترض عليها السعودية ولكنها عقيدة ولاية الفقيه وما تريده من إنتشار وتوسع لديانتها الوثنية كما ورد في دستور جمهورية إيران الإرهابية بتصدير الثورة الخبيثة إلى دول المنطقة ..
كان السلاح الإعلامي لمحور الشيطان عاجزا عن الدفاع عن جرائم إيران التي إستخدمت فيها عوام وجهال الشيعة لضرب أوطانهم وتخريب السلم الأهلي في بلادهم لصالح أجندات الولي الفقيه فإنبرى مسيلمة الكذاب حسن نصر يدافع عن سادته رغم الأهوال التي يراها العالم أجمع ..
حزب الله نفذ عملية إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 2005 م لصالح النظام السوري بتوجهات من إيران لأن رفيق الحريري بكل المعايير كان أكبر من إيران وسوريا ونصر الله بمشروعه لنهضة لبنان الدولة وليس بمشروع دويلة حزب الله التي إختطفت لبنان وحولته إلى مكب نفايات ينتشر فيه التخريب والإغتيالات وتجارة المخدرات والدعارة بإسم المتعة مخرجة إياه بذلك من محيطه العربي إلى ثقب مظلم يسمى أجندات الولي الفقيه ..
وصمتت السعودية إزاء كل الإساءات التي قام بها محور إيران وأزلامها من منابر الإعلام اللبناني رغم وصول الإساءة إلى رموز السعودية نفسها وتركت السعودية اللبنانيين يعايشون حقيقة نصر الله الذي أراد أن يذر الرماد في العيون ويمسح عنه عار جريمة إغتيال الحريري بالتحرش بالكيان الصهيوني وكانت النتيجة دمار لبنان وبنيته التحتية رغم تحذريات السعودية من هذا الطيش الذي سيكلف لبنان الكثير وحدث ما حذرت السعودية منه وخرج لبنان مدمرا منكوبا وبكل صفاقة خرج نصر الله الدجال يحدثنا عن الإنتصار الإلهي وجلجلت الشاشات بالمستحمرين من حزب المماتعة ليتحدثوا عن الإنتصار الوهمي في تموز ..
ذلك الإنتصار الذي قتل فيه آلاف اللبنانيين وتدمرت مطارات لبنان وخزانات وقوده ونسفت شوارعه ومنازله ومقرات حكومته بينما نجا مسيلمة الكذاب ليحدثنا عن الإنتصار وأشلاء اللبنانيين لم تبرد بعد
وقامت السعودية ودول الخليج بإعادة بناء لبنان ليقوم حزب الله ومن معه من حمير المماتعة بسرقة خيرات لبنان وتجنيدها لتنفيذ أجندات الولي الفقيه بعد أن كشف عن وجهه القبيح عندما إختار اللبنانيون في الإنتخابات سعد الحريري لرئاسة الحكومة رغم شعاراته وأكاذيبه عن النصر الإلهي في نكبة تموز فقام بالإنقلاب على الحكومة وقتل الناس في الشوارع ليؤكد لكل العرب أن السعودية هي الدولة الوحيدة التي كشفته على حقيقته منذ أن ظهر حزب الله في محاولة لتلميع الشيع في لبنان بعد فضائح وجرائم حركة أمل بقيادة نبيه بري ..
 وجاءت الثورة السورية وظهرت حقيقة نصر التي ظلت السعودية تحذر منها لعقود ..
وأصبحت الشعارا فلسطين والرصاصات في أجساد العرب والمسلمين وسقطت أقنعة حزب المماتعة ورأى العالم كله جزارا لا يهتم لو هلك كل السوريين ورفع علم إسرائيل على قصر المهاجرين المهم أن يبقى هو ريئسا ولو على خرابة من الركام والأشلاء ..
وما عاد نصر الله هو المقاوم المجاهد بل ظهرت حقيقته كدجال مجرم لا يتورع عن قتل النساء والأطفال لعيون الولي الفقيه ..
ومرة أخرى تنتصر سياسة السعودية الهادئة التي جعلت اللبنانيين أنفسهم يعرفون حقيقة نصر الله وحقيقة حزب المماتعة التابع لإيران ..
ثم جاء دور العراق وحذرت السعودية أمريكا من ترك العراق دون تثبيت الأمن والنظام فيه ولكن إدارة أوباما كانت تماما مثل إدارة دونالد ريغان وبوش الأب متخصصة في زرع الفتنة والتآمر على حلفاء أمريكا من العرب ..
إنسحبت القوات الأمريكية بعد أن تم منح إيران وأذنابها من حزب العدالة المؤسس الحقيقي للعمليات الإنتحارية في المنطقة منذ السبعينيات كامل الصلاحيات لتحويل العراق إلى أتون مشتعل بالعنصرية وحرب الشعية لتصفية المسلمين السنة وتغيير تركيبة العراق وحذرت السعودية من هذا الإشتعال وأنه سيؤدي إلى ظهور مليشيات شيعية موالية لإيران تضرب العمق العراقي وحدث ما حذرت منه السعودية تماما وظهرت مليشيات الحشد الشعبي الإجرامية وصرنا نرى قتل الأطفال والنساء والأبرياء على شاشة اليوتيوب وقنوات الإعلام التابعة والموالية للولي الفقيه في إيران ..
وهنا إشتعلت البحرين ووصل الخطر إلى العمق الخليجي فكان نصر الله يظهر ويؤكد للعالم أن مظاهرات الشيعة في البحرية سلمية ورأينا بأعيننا قتل رجال الأمن وحرقهم وتخريب المباني وحصار الجامعات ورأى العالم كله ممارسات الشيعة الوثنية والمشينة في دوار اللؤلؤة وتدخلت السعودية بالقوة بعد أن حشدت الدعم الخليجي والعربي بعد أن شاهد كل العالم حقيقة ما يجري في البحرين وأنها مؤامرة وحشية لضرب وحدة الخليج وتسليم البحرين لإيران فتم صفع الشيعة في البحرين ليعرف كل أهل الخليج أنهم مستهدفون من جمهورية إيران الإرهابية ..
وكسب السعودية أيضا هذه الجولة بعد أن قام الكثير من المحسوبين على الثقافة في السعودية من شاكلة توفيق السيف الذي حدثنا في قمة الوقاحة عن تطورات نظرية الولي الفقيه بينما العالم كله يرى ما يحدث على يد خامنئي في البحرين والعراق وسوريا
وعانت السعودية من تلك الرويبضة الذين طبلوا لإيران ضد مصالح بلادهم وأثبتوا أنهم غير جديرين بالمواطنة لأن بطاقاتهم سعوديه وقلوبهم صفوية إيرانية كما هو حال كل اللوبيات الشيعية في الخليج وخاصة في السعودية والكويت والبحرين ..
ثم جاء الملك سلمان بن عبدالعزيز وبدأت حقبة السياسة التفاعلية في السعودية بعد حقبة السياسة الهادئة الناعمة فكانت أولى الخطوات لقطع الذراع الإيراني في اليمن عاصفة الحزم ..
فلقد إنتهج الحوثيون في اليمن نفس نهج نصر الله وشراذم وطراطير الشيعة في العراق منهج التبعية العمياء للولي الفقيه وعلى حساب اليمنيين وأمنهم وبلادهم ومارسوا تماما ما مارسه نصر الله من إغتصاب للسلطة والإطاحة بالدولة لصالح أجندات الدويلة التابعة للولي الفقيه في إيران فكانت السعودية بالمرصاد لهذا التحرك الذي تربص بحدودها وإستهدف مواطنيها وأمنها القومي فكانت غضبة الحليم التي لم يتقيها الولي الفقيه وظهرت حقيقة السعودية التي ركلت الإدارة الأمريكية ورفضت الحوار مع أوباما وإتهمته بإنشاء داعش في سوريا والعراق والتغاضي عن التمدد الإيراني فأقصته من موقفها العسكري وحشدت تحالفا عسكريا وإقليميا أذهل العالم لم تعرف عنه حتى أمريكا وبشهادة ساستها أنفسهم فكان التحول الحقيقي لدولة أخذت على عاتقها الصمت وتحمل الإساءة والبذاءة منذ خطابات المجرم جمال عبد الناصر وقوميته الإشتراكية الفاشية وحتى خطابات وتحريض عمائم الملالي الشيعة وحزب الرذيلة ومحور الشر بقيادة جمهورية إيران الإرهابية إلى دولة ما عادت تحتمل الإساءة ولا تقبل أنصاف الحلول فكان الموقف السعودية راسخا ثابتا من الأزمة في اليمن وسوريا والعراق ورغم تقلبات مصر بعد تولي الجيش مقاليد السلطة وعودة شعارات وتخاريف جمال عبد الناصر في شخصية السيسي المهزوزة وتآمر دولة قطر من وراء الستار على الخليج عموما والسعودية بالذات مدفوعة بأحقاد الترسيم الحدودي ورفض السعودية إنقلاب حمد على أبيه قبل أكثر من عشرين عاما إلا أن السعودية أخذت الموقف وزمام المبادرة لتكون بحق زعيمة العرب والطرف الفاعل في أي إتفاق أو تسوية في منطقة الشرق الأوسط
هنا قامت الإدارة السعودية الشابة بصناعة التغيير وتطوير أدوات المشاركة في أحداث الإقليم بإقامة تحالفات عسكرية وصناعة شرق أوسط جديد عبر التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب ومركز الإعتدال ضد التطرف ثم تعزيز الموقف الدفاعي الخليجي والعربي من خلال تأسيس تكتل سعودي خليجي لموقف موحد من إيران لم تشذ عنه سوى قطر بكل أسف حيث أصبح العالم الغربي والإسلامي أمام قوة إقليمية سعودية رائدة وقادرة عسكريا وسياسيا على ضرب وإنهاء خطر ولاية الفقيه التي دمرت المنطقة لصالح الكيان الصهيوني و سادة إيران في الغرب ..
قام محور الشر والرذيلة بقيادة جمهورية إيران الإرهابية وبدعم من مؤسسات وهيئات أمريكية مسنودة من إدارة أوباما بتعزيز فكرة شاذة تؤكد أن المسلمين إرهابيين والشيعة علمانيين وليبراليين فكانت القوى ووسائل الإعلام الغربي مدفوعة بتلك الأكاذيب تروج لهذه الهستيريا وتختلق مصطلح والوهابية لتجعل السعودية هي منبع الإرهاب ثم غادرت إدارة أوباما المشؤومة التي أنشأت داعش ومولتها لتضرب المسلمين وتسهل التمدد الإيراني ورأى العالم أجمع ما يحدث في اليمن والبحرين والعراق ثم سوريا وعلى يد الشيعة ( الليبراليين ) حصريا فكانت المفاجأة ..
ومن جديد إنتصرت السعودية بالحقائق بينما إنهزم محور المماتعة والرذيلة عبر الكذب والشعارات الفارغة التي لم يدعمها أي حدث على أرض الواقع ..
إن السعودية اليوم وعبر تصريح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عندما قال : هؤلاء كيف أتفاهم معهم وهم يريدون نشر ولاية الفقيه وتجهيز بيئة من الدمار والتخريب لإستقبال المهدي الخاص بهم
هذا التصريح أصاب ديانة الولي الفقيه في مقتل فليس هناك تفاهم مع من يرى وجود عموم الخراب والقتل والرذائل حتى يكتمل مسرح العالم إستعدادا لإستقبال دجال مسردب منذ أكثر من 1200 سنة بإنتظار الفرج ..
السعودية اليوم تقود موقفا إقليميا موحدا وهو وجوب ضرب أصل الإرهاب ومنبعه الحقيقي .. إيران
عقيدة الولي الفقيه لم تعد تواجه دولة تتخذ الصمت والهدوء منهجا في صبر ليرى العالم حقيقة ماتراه هي بل اليوم جمهورية إيران الإرهابية تواجه قوة إقليمية لا تقل بطشا ولا حنكة عن القوى الغربية وعلى رأسها أمريكا دولة تعتبر صاحبة أقوى طيران حربي عربي وزخم إقتصادي قادر على إدارة دول بأكملها كل هذا تم تكثيفه لشن حرب على خطر الولي الفقيه وتمدد الصفوية في المنطقة ..
نعم .. إنها بالفعل السعودية العظمى ..
أخيرا وليس آخرا ..
إن وجد العقلاء في العالم أريد أن أسألهم هذا السؤال :
السعودية ( الدولة الثالثة ) موجودة منذ عام 1932 م فلماذا لم يظهر الإرهاب إلا بعد عام 1979م بعد ثورة الخميني المشؤومة ؟
أترك الجواب للعقول إن وجدت ؟

خالص مودتي ..

عبيد خلف العنزي