الخميس، 9 أكتوبر 2014

حـقـوق الـمـرأة

حقوق المرأة .. 
عبارة مطاطة كثيرا في هذا الزمن تم إستخدامها بشكل يسيء للمرأة نفسها ..
بالنظر لجمعيات حقوق المرأة أو الحركات الحقوقية بشكل عام نجد أنها تختصر هذه الحقوق في مسألة التحرر من اللباس ومن قيود الإنضباط الأخلاقي لعلاقتها بالرجل ومحاولة جعل فكرة العلاقات الجنسية مقبولة خارج الإطار الزوجي مما يجعلنا نفكر حقا في شن حرب مضادة ضد هذه التيارات الفكرية الخاوية من الإنسانية أصلا 
فالحرية ليست أبدأ كــأس وغــانــيــة 
بإعتقادي المرأة تعاني كثيرا من الهيمنة الصحراوية في تفسير الدين الإسلامي كما ذكرت الإعلامية السعودية : مـنـى أبـو سـليـمان وهذا برأيي الشخصي هو القيد الحقيقي الذي يمارس على المرأة كل أنواع التعسف الغير منطقي بل والذي لا يقبله الإسلام نفسه ..
من واقع تجربة شخصية عايشتها خلال عملي في عيادات إسكان مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني في الرياض أجد أن المرأة نفسها تعاني من تعامل غير إنساني 
ومن خلال مشاهداتي الشخصية رأيت نساء لا تملك في حقيبتها سوى المناديل وبطاقة العلاج الخاصة بالمستوصف وقمة الترفيه عندها أن تخرج من المنزل للوحدة الصحية في الحي 
لم أرى من الحقوقيات عندنا من تدافع عن هذه الفئة من النساء !!
كثير من مشاهداتي أيضا إشتملت على نساء يقوم زوجها بالحصول على وكالة شرعية منها عبر إحضار أخته أو حتى زوجته الثانية لمقر كتابة العدل حتى تدعي أنها زوجته ومعه شهود زور لتجد الزوجة نفسها مسلوبة الحقوق بصك شرعي لوكالة هي لا تعلم عنها شيئا 
وأيضا لم أرى الحقوقيات يدافعن عن هذه الفئة !!
حق التعليم والإبتعاث لماذا يتم خـنقـه بالمحرم (هذا نوع من الوصاية القسرية ) التي تجعل المرأة تضطر لأخذ شقيقها أو ان تتزوج تقليديا فقط لتحقق حلمها بالدراسة 
النساء عندنا أهل للثقة لو منحنا نحن الثقة وجعلنا في أعناقهن المسؤولية على أنفسهن والسلوكيات الخاطئة موجودة في داخل المجتمع وفي خارجه لمن يريد ممارسة الخطأ والإنحراف 
حتى تطبيل الحقوقيات عن قيادة المرأة للسيارة هو نوع من التهويل 
أؤيد قيادة المرأة للسيارة 
وأؤكد لكل من يقرأ كلامي هنا بأنه لا يوجد نص شرعي يمنع ذلك إنما هي ثقافة منطوية ونظرة معاقه للدين جعلت من محور شرعي هو : درء المفسدة مغلب على جلب المصلحة هو العقيدة كلها وهذا خطأ جسيم في تطبيق الشريعة 
ببساطة أسأل : 
هل سمعتم عن مواطن سعودي إعتدى على خليجية لأنها تقود سيارتها في الشارع ؟!!
لو تم تطبيق قيادة المرأة للسيارة منذ بداية فتح هذا الموضوع منذ عشرين عاما لكانت اليوم تقود سيارتها بشكل طبيعي وما كنا في هذه الدوامة الفارغة من تتبع القشور الحضارية 
وأكثر من ذلك في كل القرى التابعة لمنطقة الرياض وضواحي المدينة توجد نساء بدويات يقدن السيارة ولم نسمع ونرى أية مشاكل معهن 
انما قيادة المرأة للسيارة (مع كونها مسألة مهمة ) إلا انها لا تعني أن نهمل الأساسيات في حقوق المرأة كإنسانة لها كرامتها وإستقلاليتها التي يجب أن لا يتسلط عليها الرجل مع الحفاظ على حشمتها 
وهنا أدعو بكل إخلاص إلى تغيير الـحـقـوقـيـات أنفسهن وإستبدالهن بنساء عرفن معاناة التهميش والطلاق وتسلط الرجل وحرمانهن من الحقوق 
في أحد المناقشات الثقافية على هامش معرض الرياض الدولي للكتاب 2013 إنتقدتني إحدى الحقوقيات بأنني أحارب حق المرأة في حياتها وهنا بصراحة ضحكت كثيرا وقلت بكل صراحة 
إعتراضي عليك وليس على حقوق المرأة 
تلك السيدة مولودة بملعقة من ذهب في فمها 
تخرج من المنطقة الشرقية في أقل من نصف ساعة الى البحرين لمجرد أن  تتناول فنجان قهوة وعند الحدود يترك لها السائق السيارة فتقودها طوال رحلتها الى البحرين ترتدي أفخم الماركات من الملابس والإكسسوارات بينما هناك نساء لا تجد غير ثوب واحد طوال العام او ثوبين تخصص أحدهمها للأعياد والمناسبات 
تسافر بحاجة وبدون حاجة ولها رحلتان في الصيف والشتاء الى اوروبا حياتها باذخه في أرقى الفنادق والمنتجعات وهناك نساء في وطني تقف على طابور مؤسسة الضمان الإجتماعي حتى تتحصل على الفتات لها ولأطفالها إما لأنها أرملة أو لأن الزوج من الرعونة وإنعدام الإنسانية تركها بلا سند أو مأوى 
رؤيتي هي بكل بساطة أن حقوق المرأة الإنسانية أولى من الكماليات التي تدعو لها كثير من الــحـقـوقـيـات هذه الأيام ..
حقوق المرأة في السكن والميراث والعمل والإبتعاث هي مسؤوليتنا الحقيقية وليست تفاهات الكماليات التي تبحث عنها نساء لم يعرفن طعم المعاناة وصعوبة الحياة 

تـحـيـاتـي 


عبيد خلف العنزي - البارون 


دمــوع الـكـسـتـنـاء

الشمعة والدمعة

على طرف اللهب تراقصين هاجس البال
الشمعة تحترق وتغسل في لهيبها أي إحتمال
الموعد طال في ولادته وتعثر في الحضور
وبقي في جسد الغزل نبض السؤال

الشمعة ترسم آخر موال
الشمعة تدفع ثمن الحب
من عثرات القلب
إلى دماء الخيال
الشمعة عجزت
عن إجابة هذا السؤال

ماذا جرى للموعد السرمدي
عند باب القيح الأخير
في تشرين الهارب
من ثوب الزوال

الدمعة فقدت عذريتها
وأماطت عن الفزع اللثام
يا زهرة اللوتس
في قدح قهوة مخملية
ترتحف أثوابها
عند ملامسة الخريف
لأول تصبيحة أضاعتها الخمائل
في رعدة ِ السنونو على نافذة البال

الدمعة تحتوي شمعة الموعد
والموعد لا يعرف الثرثرة
ليس له أي إحتمال
الشمعة دمعة البال
الشمعة تكوي ذاتها وتضيء عتمة الخطيئة
في شرفة الياسمين

الموعد يا شمعة الدموع يبحث عن العزاء
ولا عزاء ولا هباء
الموعد ملثم يسرق خيمة البدوية الحسناء
الموعد يحتسي الخمر في نهد مجنونة عنقاء
العنقاء نهضت من رمادها
وسلخت كوكب النجم الاحمر
على ناصية الأرجوحة البلهاء

ونهضت زهرة الرمل
من عيون سهيل
باكية الثوب
ناعسة الجدائل
خاملة القد
ترتجي نفحة الطيب
في تباشير الظبي
عند هامة مالك الحزين
والعود يدق أسافين الوقت
في أضلاع مرمرة هام فضائها
في خد عيناوية خجلى
تبتغي عناق السفر

مبارك للشمعة دمعة الوتر
مبارك للشمعة وليد القمر
مبارك للشمعة جسد من قــَـدر

يا شمعة الموعد الأخير
عانقي أسمال الرماد في حرف نهدها
واسكبي حظوة النبيذ الأبيض
في فاه هذيانها
الشمعة يتيمة الميعاد
والموعد ليس له شهادة ميلاد
أيتها الشمعة .. لا تتركيني
إنني أفقد ألواني
والأقحوان المرير يمتطي
هجيع البجعة النائمة
عند زاوية المعبد النيرواني
التاج يا صاحبة الفخامة
فقد علامة
والحمامة
نقرت قبرها
ما أغبى الحمامة
التاج إبتسم للفجية
وما أقبحها من إبتسامة
الشمعة أحرقت
أوراق الميثاق المقدس
ونثرت في صفير الخريف
غبار الموعد المسافر
في معطف الرماد
يا سيدة النساء
الموعد ما عاد له أسماء
وفي باحة القصر
ماتت شجرة الكستناء


عبيد خلف العنـزي – البارون
24/05/2011م

My Name is Bond .. James Bond

اسطورة من عالم الخيال ..
 
هذا هو انسب عنوان .. لأشهر نجم عرفته الشاشه .. وعشقته الملايين 
الجاسوس الذي نتابعه حتى الآن وربما على المدى البعيد أيضا ..
جيمس بوند 007 ..
وقبل ان نسترسل في الحديث عن العميل السري الذي ننتظر جديد افلامه منذ ان صدر اول تلك الافلام في عام 1962 وحتى يومنا هذا ..
دعونا نتوجه بمصباح المعرفة والإطلاع على مبتكر تلك الشخصية الفريدة .. 
أيان لانكستر فلمنج ..
 الإنجليزي العريق الذي ولد لأبوين بالغي الثراء عام 1908 م من أبناء الطبقة الارستقراطية الانجليزية .. .
وبقرار من والدته الانجليزية قوية الشخصية وبعد وفاة والده قررت أمه ان تضمه للكلية العسكرية البريطانية  ولكن الشاب الطائش المتهور إيان  لم يفارق تهوره فكان الفصل من الكلية الصفعة في وجه أحلام والدته.. وكعادة الشباب في تلك الحقبة عمل أيان في شركة سمسرة تمتلكها اسرته في بورصة الاوراق المالية في لندن .
وفي عام 1939 حقق أيان النجاح وحصل على منصب رفيع في الشركة ولكنه لم يحتمل رتابة العمل المكتبي فقدم استقالته لوالدته واعتزل في ليفربول حتى التقى بصديق قديم للعائله هو الأدميرال ( جون جودفري ) الذي شغل في تلك الفترة منصب مدير المخابرات البحرية البريطانية والذي انبهر بمهارات أيان وحسن تفكيره 
وفي صبيحة يوم مشرق وهما يلعبان الجولف معا قال له الادميرال : 
هل ترغب في العمل معي يا أيان ؟؟؟ 
ابتسم أيان ورد فورا : ومن يمكنه ان يرفض يا ادميرال ؟؟؟ 
وفي لمحة سريعة صار رجل مخابرات بريطاني 
واشتعلت الحرب العالمية الثانية واشتعل معها فلمنج حماسا فلقد عرف جودفيري الاختيار واحسنه حقا فلقد خلق فلمنج لذلك المضمار وخرجت الافكار المجنونه التي تصدم سامعيها في البداية ثم لا تلبث ان تبهر عقولهم 
وصدح صيت فلمنج وارتفع قدره في المخابرات البريطانية وقاده الحماس للإعداد والتجهيز لعملية أطلق عليها (العراف ) 
وتركزت الدراسات في تلك العملية على فهم شخصية رودلف هيس نائب هلتر الذي يبدي اهتماما شديدا بعلوم والفلك والتنجيم وعلى ضوء المعلومات التي يغذيه بها فلمنج صار حلم هيس ان يعم السلام في العالم وان يكون هو رجل السلام ولكن خطة فلمنج كانت انجح مما تصور البريطانيون حيث قام هيس بركوب طائرته الخاصة ليهبط في انجلترا ويدعو للسلام وليقوم الانجليز بأسره ويزجوا به في السجن كمجرم حرب حتى مات في عام 1989 م 
ولم تتوقف اعمال فلمنج الجنونية حين عرض على المخابرات انشاء الفرقة (30) وهي فرقة من الكومندوز تتبع المخابرات البحرية وفي عام 1944 كانت اشهر واخطر عمليات تلك الفرقة عمليتي ( محطة الرادار ) و ( الارشيف البحري) 
ففي ذلك العام قاد أيان فرقته وهبط معها خلف خطوط العدو حيث قامت الوحده بالسيطرة على محطة رادار ألمانية كبيرة ظلت ترصد الطيران البريطاني وتسحق هجومه طوال فترة الحرب فتمت السيطرة عليها واسر حاميتها المكونة من اربعين ضابطا وثلاثمائة جندي ونقلت كل معداتها الى لندن ليعاد تركيبها هناك .
واستسلمت المانيا وعاد فلمنج يشعر بالملل بعد ان ذهب عهد الحماس والعمليات الخطيرة وترك فلمنج سلاح المخابرات 
وهنا بدأت قصة جيمس بوند 007 
وبداية هذه الشخصية الشهيرة كانت عام 1954
ومن ملف ضخم تحت اسم سيدني رايلي انطلق فلمنج في بحر جيمس بوند.. 
وسيدني هذا هو أبرز شخصية في عالم المخابرات البريطانية بالفعل...
فهو التصوير الحي المباشر لشخصية جيمس بوند بما له من شجاعة وذكاء ووسامه ... 
كانت المخابرات السوفيتيه تطارد رايلي في كل أنحاء الارض فلقد صدر في حقه أكثر من عشرين حكما بالاعدام ومع ذلك كان يدخل الاتحاد السوفيتي ويخرج منه أن يكتشفه أحد ... 
كما أن رايلي كان يحمل أحد عشر جواز سفر أصلي لاحد عشر جنسية مختلفة وله مع كل جواز سفر زوجة في ذلك البلد الذي ينتمي له الجواز كما كان يجيد التحدث بستة لغات حية بطلاقه ...
كانت سيدني رايلي شخصية غامضة حتى للمخابرات البريطانية التي يعمل لحسابها والتي لم تكن تعرف جنسيته الاصلية ومولده .. حتى رفاقه لم يكونوا يعرفون عنه شيئا .. هذا إذا كان له رفاق أصلا لانه كان كتوما جدا قليل الكلام لا يحب الكلام عن تفاصيل حياته التي بقيت مجهولة عن الجميع ..
 حتى موته حير الكثير من أجهزة المخابرات في العالم ... 
رايلي يستحق بجدارة لقب الجاسوس الخفي ... 
ومن مقولات فلمنج الشهيره حول شخصية بوند : يقول البعض أنني أبالغ كثيرا في رسم شخصية بوند على الرغم من أن كل ما أكتبه لايساوي جزءا من حياة سيدني رايلي الحقيقية 
وبوند يحمل الرقم 007 الذي كان يحمله إيفار برايس وهو ضابط في المخابرات البحريه مثلما كان فلمنج نفسه ..
وهو وسيم جذاب مثل سيدني رايلي ..
ونشيط وسريع الحركة مثل داسك بابان ... 
بوند كان مزيجا من أقوى رجال المخابرات البريطانية الذين عاصرهم فلمنج أو قرأ عنهم في الملفات السريه لجهاز M I 6 
في مطلع عام 1954 أصدر فلمنج روايته الأولى " كازينو رويا ل " التي لم تحصد نجاحا يذكر ...
ولكن هذا لم يثبط عزيمة فلمنج الذي أصدر روايته الثانية في نفس العام وكانت بعنوان " ماسات للأبد " وحدث معها نفس ما حدث لسابقتها ... 
وفي العام التالي 1955 أصدر فلمنج روايته الثالثة بعنوان  دكتور نو والتي نشر فيها بعض أسرار المخابرات البريطانية مما إضطره لطبعها في جاميكا
 وهنا انفجرت الرواية كالقنبلة في أوساط كل طبقات بريطانيا التي لم تعتاد مثل هذا الأدب البوليسي ... وصار بوند صرعة ذاك العام مع رجوع الناس للروايات السابقة التي لم تلاقي نجاحا بادئ الأمر  مما دفع فلمنج لإصدار المزيد من الروايات ...
وكان من الطبيعي والحال هكذا أن تلتفت السينما لبوند ... 
قام المنتج ألبرت بروكلي بعقد صفقة مع فلمنج لتحويل الرواية التي شهرت بوند " دكتور نو " إلى فيلم سينمائي ..
وتم اختيار الممثل المغمور في ذلك الوقت " شون كونري " لأداء شخصية جيمس بوند العميل 007  
وفي نوفمبر عام 1962 كانت الجماهير موعودة بجيمس بوند من لحم ودم يقاتل ويحارب كما تخيلوه دوما .... 
وكان نجاح الفيلم مذهلا حقا ..
بل ساحقا ... 
ولم يحتمل بروكلي فأصدر في عام 1963 الفيلم الثاني لبوند من بطولة كونري أيضا وكان بعنوان " من روسيا مع حبي " الذي كان أفضل من الأول من حيث القصة والأحداث والتقنية ... 
وفي العام الذي تلاه 1964 أصدر بروكلي الفيلم الثالث لجيمس بوند بعنوان " الإصبع الذهبي " 
ولكن مع نهاية ذلك العام وأثناء الإعداد للفيلم الرابع " كرة الرعد " رحل إيان فلمنج عن عالمنا بذبحة قلبية ألمت به في عز نشوته بالشهرة والمجد الذي أعطاهما إياه بوند الذي لم يتوقف بوفاة مؤلفه العظيم بل أستمر حتى عام 1968 في فيلم " أنت تعيش فقط مرتين " عندما قرر كونري اعتزال الدور والبحث في أمريكا عن الفرص الذهبية
احتار بروكلي فيمن سيسند له الدور بعد النجاحات العظيمة لبوند مع كونري ...
وهنا قرر شريكه هاري سوزلند أن يسند الدور لممثل إنجليزي من أصل استرالي يعمل عارض أزياء  شبه معروف في تلك الأيام هو جورج ليزبي الذي كان يشبه في بعض ملامحه كونري ...
وبالفعل ففي عام 1969 صدر الفيلم السادس لبوند بعنوان " من أجل الخدمة السرية لجلالة الملكة " وإنصعق الناس فليزبي لم يفلح في أداء دور بوند كما فعل كونري ..
وكان رأي الجماهير أنه أسوأ من قدم الدور حتى الآن.. 
عند ذلك كثف بروكلي جهوده مع كونري ليقنعه بالعودة لبوند في ديسمبر عام 1971 في الفيلم السابع في سلسلة بوند والذي كان بعنوان " ماسات للأبد " ومع عودة كونري عادت النجاحات ...
إلا أنه قرر الاعتزال ثانية  لتعود مشكلة البديل أمام بروكلي ثانية ... الذي قرر أن يبحث عن البديل بنفسه فبحث وسط ممثلي التلفزيون ليجد ضالته في الممثل الإنجليزي بطل حلقات القديس " روجر مور " 
وفي مطلع يونيو عام 1973 صدر فيلم " عش ودعهم يموتون " الثامن في السلسلة ليحصد نجاحات مذهلة لم يتوقعها النقاد .... 
وطبعا لم يفوت بروكلي الفرصة أبداً ليصدر في ديسمبر عام 1974 فيلم " الرجل ذو المسدس الذهبي " لروجر مور ... 
كان مور ذا برود خاص وجاذبية رهيبة أدائه لشخصية بوند مما ساعده على إقناع الجماهير وتوالت نجاحات مور مع بوند في سبعة أفلام من أروع أفلام بوند على الإطلاق ...
هي على التوالي " الجاسوس الذي يحبني " عام 1977  و " سارق القمر " في عام 1979 " ومن أجل عينيك فقط " عام 1981  وفيلم " الإخطبوط " عام 1983  مع ملاحظة أن بعض المنتجين قد أقنعوا كونري بالعودة لبوند في نفس هذا العام 1983 في فيلم " لا تقل أبدا مرة أخرى " الذي بدا فيه كونري عجوزا ثقيلا مما كاد أن يهدم تاريخه كله بسبب هذه الخطوة غير محسوبة العواقب  ولكن المشكلة أن روجر مور قرر في عام 1985 وبعد فيلم " مشهد للقتل " أن يعتزل الدور قائلا : لقد تقدمت في السن وحان الوقت أن أترك المجال لشباب السينما بعد أن أديت دوري على أكمل وجه  
مما دفع بروكلي لإعادة البحث مجددا عن البديل .... 
وفي أواخر عام سنة 1986 عثر بروكلي على ضالته في شاب أيرلندي يدعى " بيرس بروسنان " عرض عليه الدور فقبل به دون إبطاء  وتم الإعداد لفيلم بوند مع بيرس ولكن المنتجين الذين كان يعمل معهم الشاب في السلسلة التلفزيونية رومنتن ستيل رفضوا أن يتركهم بروسنان وألزموه بالعقد الذي بينهم مما جعل الدور يذهب لممثل إنجليزي آخر يدعى " تيموثي دالتون " الذي قدم في عام 1987 فيلم " أضواء النهار الحية " الذي كان ممتازا جدا  وفي العام 1989 قدم " دالتون " فيلمه الثاني والأخير " تصريح بالقتل " والذي قرر بعده أن يعتزل الدور لأنه قد بذل جهدا مضاعفا في هذين الفلمين ... 
وعاد بوند منزوياً هذه المرة في الظلام أربعة أعوام كاملة من عام 1989 وحتى عام 1994  ففي ذلك العام تمكن بروكلي من إقناع بروسنان بالقيام بدور جيمس بوند في نوفمبر من العام 1995 في الفيلم الثامن عشر من سلسلة بوند بعنوان " العين الذهبية " وكانت العودة الذهبية للعميل السري 007 حقا
 فهذا الفيلم حقق من الإيرادات ما فاق أفلام بوند السابقة مجتمعةً كما أكد نقاد هوليود ... 
وطار الناس ببروسنان البطل الجديد لجيمس بوند والذي قال عنه بروكلي : أخيرا وجدت ما حلمت به أنا وفلمنج منذ أن بدأنا مع هذه الشخصية  .... 
وفي نهاية العام 1996 قرر قلب بروكلي " عراب " بوند التوقف عن الخفقان ليرحل الرجل الذي نقل بوند من الورق إلى شاشة السينما 
وبرحيل بروكلي لم يتوقف بوند أيضا فلقد قررت باربرا بروكلي ابنة المنتج الراحل عام 1997 إطلاق فيلم " غدا لا يموت أبدا " من بطولة بروسنان  وبقي النجاح نصيب بوند حتى سبتمبر عام 1999 عندما صدر فيلم " العالم لا يكفي " لبوند الذي لاقى نجاحا مقبولاً نوعا ما لأنه لم يحمل قصة جديدة كالذي سبقه 
يليه في عام 2002 فيلم بعنوان " متٌ في يوم آخر " 
وهذا الفيلم كان إنتكاسة في السلسلة حيث طغى فيه الخيال العلمي على الجاسوسية وغموض بوند فبدا وكأنه فيلم من سلسلة حرب النجوم
حينها قررت باربرا بروكلي الاستغناء عن خدمات بيرس بروسنان وإستبداله بالممثل الانجليزي ( دانيال كريج ) الذي لم يتقبله الجمهور في بادئ الأمر نظرا لعدم نجوميته  إلا ان ابنة المنتج الراحل اصرت على أن هذا هو سبب إختيارها  لتقدمه في القصه الاصلية الأولى للكاتب فليمنج ( كازينو رويال ) التي تعتبر اولى روايات بوند في نوفمبر عام 2006 م ليهز الفيلم كل التوقعات بعد ان قدم كريج بوند بطريقه مختلفه وفيها الكثير من الطيش والتهور نظرا لأنها اولى مهماته حسب الروايه الاصليه بعد ترقيته الى العميل 007 في مكتب المخابرات البريطانيه مما شجع باربرا على الإعداد لفيلم الثاني لكريج مع بوند والذي إنطلقت عروضه السينمائية في نوفمبر من العام  2008م والذي مع الأسف كان إنتكاسة تماما كما كان فيلم بروسنان الأخير حيث لم يحتوي الفيلم على روح جيمس بوند بل كان مجرد فيلم آكشن على الطريقة الأمريكية التي تناسب ستيفن سيجال وتوم كروز لذلك لم يحقق أية أرباح بل زاد من خسائر استديو الإنتاج ليدفع شركة ميترو غولدن ماير ( إم جي إم ) إلى المزيد من الإنهيار المادي بسبب إختيار نص سيء ومخرج أسوأ قدم شخصية بوند وكأنه يقدم فيلم درجة ثانية من أفلام السينما الأمريكية التي تعج بالإنفجارات والموت دون محتوى ودون تشويق قصصي بل حتى دون الإطار العام لجاذبية بوند مما جعل أعمال تصوير الفيلم الثالث لكريج تتوقف تماما ويتم تأجيلها على منتصف عام 2011 حيث بدأ مشروع آخر تماما بغرض الإحتفال بخمسين عاما على إنطلاق سلسلة جيمس بوند عام 1962
وهنا قامت بروكلي بالإستفادة من الأخطاء السابقة فإستعانت بمؤلفين بريطانيين ومخرج إنجليزي أيضا ليتم الإعداد لفيلم سقوط السماء
SkyFall  وكانت النتائج رائعة بعودة جيمس بوند الحقيقية وإكتمال الشخصيات بعد أن قدمت جودي ديش آخر أعمالها في دور مديرة المخابرات وبعد تعيين خبير إلكترونيات ومعدات في شخصية كـيـو الذي قدمها طوال السنوات الماضية الممثل لـيـونيـد داميزون الذي رحل عن هذا العالم عام 1999 قبيل إطلاق فيلم العالم لا يكفي مع بروسنان


وبوند لن يتوقف مهما تغير الممثلون أو المخرجون
 وحتى المؤلفين والسيناريست ..
لأن بوند صار أسطورة ... 
والأساطير لا تموت أبدا ... 
بل تبقى في قلوبنا مهما دارت بنا الأيام ....

عبيد خلف العنزي - البارون 
بدأت هذه الدراسة ديسمبر عام 2002 م



ويـسـألـونـك عـن الـحـب

يقول نزار قباني :

الحب ليس رواية شرقية .. بختامها يتزوج الأبطال ..

وقد أبدع وتـشـنع الكثيرون في محاولات وصف الحب ..وليس أكثر من العرب في هذا المجال خبرة وفشلاً ..
إنما الحب بكل بساطة هو كما أرى ( لقاء بين إثنين - تحديدا ذكر وأنثى ) يؤدي إلى تغيير في الكيمياء الداخلية لمشاعرنا التي تعاني الإرتباك وعدم الإستقرار بوجود هذا الشخص في حيز المكان أو فضاء الأفكار ..

والحب كان ولا يزال أفيون العقول التي يخدرها عن العمل بشكل مناسب فالقلب هنا طفل صغير يريد تجربة كل جديد ومثير كما هي عادة كل الأطفال ولابد من تنويم العقل مغناطيسيا كي تكون الحرية لطفوليات ومزاجيات القلب .. والحب هنا يسترسل في وصف مزايا المحبوب وخاصة المزايا الجسدية فطبيعتنا تعشق الجمال لأن الله خلق آدم ونفخ فيه من روحه والله جميل يحب الجمال وحواء ما هي إلا مخلوق من ضلع آدم فلها نفس السمات وإن كانت أقل تركيزا لأنها جزء من المخلوق الأساسي ..


هنا يقع على عاتقنا ماهية أو إستراتيجية ممارسة الحب أو مشاركة المشاعر ..

تجربتي في الحياة علمتني أن أكبر الأخطاء التي يقع فيها الجميع من الجنسية هي مسألة البوح بالمشاعر قبل التأكد من وجود صدى لها أو مشاعر متبادلة من الطرف الآخر .. هنا تكون معايشة العواطف قاسية جدا .. فالطرف الذي يبوح هو الذي يخسر بكل بساطة كل خيوط العلاقة .. فحتى لو تم الدخول في العلاقة بعد ذلك يبقى هو الطرف الذي تقدم وأعطى للطرف الآخر أفضلية القرار سواء بالقبول لتلك المشاعر أو رفضها من الأساس وهنا نقف قليلا ..
المسألة تحتاج نضج ليس موجودا في الأغلب في مجتمعنا العربي مع الاسف .. فليس الكل قادرا على تقبل الرفض بالنضوج الكافي ونادرا ما تجد من يتفهم موقف الطرف الممتنع عن الدخول في العلاقة لأنه بكل بساطة لا يتقبل ان يكون الطرف الآخر غير منجذب له أساساً .. وهنا الكارثة والتي تؤدي الى هم مع الذات وغليان سلبي قد يؤدي الى حالة كراهية غير مبررة .. وهي المراهقة التي نعاني منها مع الاسف إجتماعياً ضمن شريحة كبيرة من الرجال والنساء وإن كانت على المستوى العربي تكثر في الرجال بصفة خاصة

هناك مقولة صينية شهيرة للغاية :

إذا أردت شيئاً أطلقه فإن عاد فهو لك وإن لم يرجع فهو لم يكن لك في الأساس .. وهذه بكل المعاني تلخص مبدأ القناعة
وهو ما لا نجده أبداً في عالم الحب والمشاعر فدوما كل طرف يريد مشاعر الآخر وتواجده بنهم وغزارة وكأن الحياة تنتهي تماما عندما يفترق المحبون ولو لدقائق أو أيام ..!

تجاربي في الحب كانت على المنوال السابق .. وتجربة الحب التي تبدأ بالإندفاع .. تنتهي بالهزيمة ..


وهنا يجب أن نتذكر قول عمرو بن العاص رضي الله عنه في خالد بن الوليد رضي الله عنه حين قال :

خالد صديق الموت سيد الحرب له جرأة الأسد وصبر القط ..
ولأنني أعشق القطط فلقد تعلمت منها مؤخراً ( مع الأسف ) الــصــبر ..
وفي عالم الحب بالذات الصبر هو حقا مفتاح الفرج ..
 بل هو بكل المقاييس .. الورقة الرابحة ..
عندما تتأمل المشاهد في صبر .. وتلبس عباءة الهدوء ستكتشف أنك الوحيد الذي سينجو من عاصفة الإعجاب ودوامة المشاعر


عبيد خلف العنـزي - البارون

05/06/2012م

يـومـيـات قـلم تـحت الإسـتـعمار

أن تكتب هو أن تكون في لعبة يومية مع الموت .. هكذا يفهمون من عاشوا .. ذلك البرزخ بين الموت والحياة .. فوظيفة الكاتب .. مثل العمل الحكومي تمامي مكفولة الإعاشة من تأمين صحي وترياق ضد الفقر والشيخوخة ..والكاتب هنا .. مثل المتزوج الذي يتأرجح بين سكون أيامه .. وبين شهوته لخيانة زوجته .. يشتعل بالإضراب ويعاشر رغباته الهوجاء ..كل هذا دون أن يفارقه قلمه  الذي يقتات منه  وهنا تتجلى بداوة الكاتب حينما يعيش مع الشمس والعطش ليكون عاريا مثل الحصان البري الطليق فاللجام يعني أن قلمه صار مملوكاً .. لكل الراكبين على صهوته ..وأنه صار محطة يدخلها ويخرج منها جميع الآثمين ..وهنا يظهر مرتزقة النقد
ممن يذكون حرب استنزاف جديدة لقتل كل ماهو جميل في ثقافتنا  بألسنهم الغير مرخصة ..رصاصهم يتناثر يمنة ويسرةً على غير هدى  طامعين بالشهرة الرخيصة  أن الثقافة الحقيقية لاتقتلها الرصاصات الغادرة  فلها مناعة من التاريخ والزمن تتجاوز كل محاولات هؤلاء الأقزام ..إنما أريد أن الفت نظركم الى الهجمة الهمجية على التاريخ العربي كله ..ومع كل الأسى  أن معقل هذه الهجمة يكمن في بلادنا ..فقد صارت الحداثة مسدساً يصوبونه الى صدر الأدب كيفما اتفق  وبلا هوادة ويخرجون بأناشيدهم وما يسمونه هم  مستقبل الأدب العربي ويرتفع علم الاستعمار الجديد ..لا تقولوا  ما دخل الاستعمار بالأدب؟؟ .. فالاستعمار هو أحد وجوه بني قينقاع هذه التي تريد أن تستوطن أدبنا وثقافتنا عبر عصاباتها البربرية تماماً مثلما حدث في فلسطين إبان دخول الصهاينة لها بعد وعد بلفور الشهير   عام1917م 
يعتقد الكثيرون من رواد الحجارة والمدفع الرشاش من العرب بأن الأدباء مجرد مرتزقة يجرجرون أثواب حروفهم للتكسب من الأحداث وهذا قد يكون واقعا ... لو صارت كل الأقلام وزراء وسفراء .. أو الاثنين معا  كما هو الحال مع الدكتور القصيبي ..والحال العربي يؤكد هذا المفهوم .. 
الكثير من الأقلام يمكن أن تشترى وبالقليل والزهيد ..
ولكن قلة أيضا لا زالت تعتبر الكتابة عملا انقلابيا على رأي أستاذي وشاعري .. نزار قباني رحمه الله
فعنترة الذي وصفه نزار لا يزال هنا ..
وان ظهرت الانتخابات .. فهي لا تعدو كونها لعبة لعنترة ..
عنترة لا يزال باقيا يسكر كما يريد على كل أبواب محصولنا من القمح .. وفي كل موسم باسم الثورة والشعب .. والاشتراكية .... ويروي غريزته من أجساد بناتنا باسم الفضيلة والشرف الرفيع
وأيا كان عنترة .. فهو لا يمسك بزمام الأمور وحده في حارتنا ..
فلابد من (( زعران )) له .. وبلطجية من كل الأذواق والبيوت .. حتى يشتريهم  ويضمن بهم حق ولايته ..
سبحان الله .. حتى المنتديات صارت فيها هذه الظاهرة العجيبة .. ولكن ليس لأغراض سياسية كما تعلمون
وعنترة يشارك الناس في كل مشاريعهم   الصغيرة والكبيرة ..
حتى الزواج من الحارات المجاورة .. لابد له من خطاب بمباركة عنترة .. وطغمته الموقرة ..
دعونا من بيتهوفن .. معزوفة عنترة أفضل واطرب ..
وإن كان يعزفها على القانون ..
حتى القرآن .. عند عنترة صار أساطير الأولين ..
نحن مع عنترة وزمرته الموقرة .. وعملته المزورة .. رحمك الله يانزار
وفارس من رعاع عنترة .. يقتل المحتسب ..
ويستبدله بحثالة من .. حظائر القنطرة ..
لحية .. وصيحة .. ووجوه مكدره ..
صلاة .. الصلاة .. والضباع تزمجر .. مات الأسد .. يالها من مسخرة
كم نبيع الموت .. ونحن في جسد مقطع الأوصال .. حيوان بري .. أطلقناه
وما عرفنا أننا أنجبنا هذا الإرهابي .. من رحم وزاراتنا المتحضرة ..
ونجتمع هنا مثل الجراد .. مثل خفافيش الظلام .. خوفا من المطوع ..
خوفا من عسس عنترة ..
ماذا نقول ..؟؟
ضلوعنا مكسرة ..
نقف بلا تاريخ .. ولا شهادة ميلاد ..فالمستشفيات كلها لأسرة عنترة ..
ولا أسهم .. ولا تجارة .. ولا حتى مسجد .. يخلو من مطوع سكران .. يعبد عنترة .
ماذا نكتب ؟؟؟
لمن نكتب ؟؟؟
كلها خربشات .. ستقع يوما في أيدي كهنوت عنترة ..
وحتما سيكون مصيرنا الأوحد .. على كل حال
دربا ملونا ملفوفا بالطبول .. إلى المقبرة ..



عبيد خلف العـايد

أعـمـى و أصـم

أنتَ لا تهتم ..
لم تعلم بأنني حزينة
ولم تعلم بأنني مجنونة
بل ربما نسيت أنني من لحم ودم
أنت لا تهتم
ومن تجاربي
ومن دموعي
ومن نحيبي
أراكَ لم تتعلم
أنت لا تهتم وبي لا تعرف معنى الإهتمام
ولا تجيد رسم سنابل الغمام
أنت بكل المعاني لم تترفق بهيامي
أنت لم تهتم
أنت لا تهتم
لا تعرف حقيقة النبض
.
.
أهكذا تقولين !!
ولم تكوني تعلمين
أنني نزاري مجنون
ومغامر عريق
وكازانوفا يعتبرونه من تلاميذي
ودون جوان تربى على مكاتيبي
وبعد كل هذا الزخم
أترك عالم النساء
وأترك المغامرات والأهواء
بل إنني لا أرى غيرك بين البشر
لا تنسي أيتها المجنونة
أنني أيضا من لحم ودم
وأنني منكِ طيشك تعلمت ما لم أتعلم
ومن هذيانك وهروبكِ كالقطة الشريدة كلما
بدأ دماغكِ بالأفكار يتلعثم
انا رجل من حجر
معكِ وحدكِ قتلتني أعصابي
أنا رجل من صخر
بك وحدكِ راقصت شبابي
وتقولين انت لا تهتم
غبية
عمياء
أنا أيضا من لحم ودم
مع إحترامي
ارفض هذا النغم
أرفض هذا القلم
كوني كما تريدين
قطة أم خيالا ووهم
مريضة نفسية
عاشقة ..
كوني ما تريدين
نعم
انا بعت القلب بأبخس الأثمان
وكانت الصفقة هما على هم

أنا بكل التفاصيل اهتم
وكل ما يتعلق بكِ عندي
هو الأهم
إنما يا صغيرتي
عقلكِ الطفل
هو الأعمى
وهو الأصم
لو تأملتي جراحي
لو قرأتي صباحي
لو رأيتِ في إثركِ كفاحي
لعرفت ان حبك بكل المقاييس
هو الأهم


عبيد خلف العنـزي - البارون

الـكـتـابـة .. عـمل إنـقـلابـي

كيف تموت الوردة ؟
هل يستطيع أحد من علماء الطاقة النووية أن يشرح لي كيفية موت الوردة رويدا رويداً ؟
اشرحوا لي بالله أنتم .. 
كيف يموت الطفل في غزة ؟ .. 
وفي العراق ..؟
وفي سوريا ؟
لو عرفتم كيف تموت الوردة .. 
ستدركون كيفية موت الأطفال
هاهو الطب يقلب كفيه في حيره على الرغم من علومه ومختبراته وتقنياته ..
اعذروني أيها الذين تتابعون العربية ..
فلم يعد هناك عرب ..
وقائمة فنجاني لم تعد تحوي سوى الأحزان بدون سكر وبدون حتى حليب ..
من أين أشتري لكم خبر الابتسامة ..
وقدماي مقصوصتان في بغداد ..
ويداي مبتورتان في دمشق ..
وعيناي معصوبتان في بيروت ..
ولساني المقطوع مصلوب في باب القدس
كي لا يفتحه صلاح الدين من جديد ..
وأنى اتجهت .. يتهمونني بهرطقةٍ قديمة 
اسمها .. الإسلام ..
التاريخ يدق بالي كالصداع وأفيون السياسة عاجز عن أن يمنحني النوم وهم يقترحون علي الصعق الكهربائي والخازوق إنما دون جدوى ..
فالعدوى تنتشر .. كالطاعون ..

وكل طبيب أزوره كي يفحصني تتلامع رتبته تحت معطفه ..

حتى الأطباء صاروا يقسمون بدستور أبو جهل بدلا من قسم أبقراط ..
هنا قررت أن اكتب عن مرضي المزمن ..
الماضي ..
فعلى الرغم من التقنية والتطور وأساليب المعيشة المرفهة إلا أن الماضي ألذ وأطعم وأكثر إشباعاً للرأس ( المزاج ) ..
ساسة العرب عليهم أن يتم جمعهم في حديقة حيوانات كي يحصلوا على دورة تدريبية في التفريق بين الرجولة و( الزعرنة ) .. ما أزعرهم  ..
على الرغم من كل المسميات ..
وحين يعاودني المرض وتشتد علي الحمى لا أجد مفراً من الإمضاء بذات القلم المطارد والمعلن عنه في كل أقسام المباحث والخدمة السرية لأبي جهل على أنه إرهابي ويجب أن يطلق عليه النار فور رؤيته ..
الساعة تدق .. 
في معصم طفل قلبه ما عاد ينبض .. 
هل ترون المفارقة .. ؟
وفي ذات الساعة تراودني ذات الفكرة ..
هل صارت لغتنا حرة ً فلم يبق لنا سواها ؟ ..
وهل يجب علينا أن ندسها تحت جلدنا وفي سراويلنا كي لا يفتشوننا فيجدونها إلا عندما يضعوننا على رفاهية الخازوق العربي المعظم
أبجديتي سيف محطم ..
ومع هذا لازلت امتشقها بفخر كي لا يسخر مني الإنتحاريون في غابات نزار قباني حين استسلم وأتراجع مع كثرة الاعتقال وخطف النساء وهدم دكاكين الحارة ..

طربوش أفندي ..

قادم ليشرب فنجان قهوته ..
وحتى يمزمز مزاجه بكتابة التقارير عن كل من يرفضون العمل في سلك البِغَاء والتدييث لدى الدولة ..

وتختفي الأقلام في مخادع الدولة ويرفضون إكمال التحقيق لانشغالهم في الاستخبارات في ترتيب حفلة عيد ميلا أبي جهل وعيد ميلاد قطته المدللة وأعياد ميلاد جواريه وحواريه .. 

ألستم تعلمون أنه حتى للشيطان حواريين ؟

وبدل أن يتوحد القادة العرب بالأمة ويخلعون الغرب من تحت عباءتهم يصادرون النفط دون وجه حق ويعتقلون كل من يفتح فمه ..

والكل على نفس النهج وكأنهم منزهون عن الخطأ وهم في حضيض السياسة  ..

أيها السادة .. الكتابة عمل انقلابي  كما قال الراحل نزار قباني .. 

لذلك يحاربوننا
الأبجدية أقوى من رصاصهم وعتادهم وأسلحتهم التي يصوبونها الى صدور شعوبهم بدلا من العدو
إسرائيل تضرب سوريا فيقوم بشار الأسد باعتقال الحرية ومصادرة الكلام من أفواهنا
يريدوننا أن ننسى العراق ولبنان وفلسطين وكرامتنا وأن نرضى بعبادتهم كما كان العرب في الجاهلية
ليعلموا إذاً  أن حالة الأمة مقياسها عودة فلسطين والأقصى وبدون ذلك سنبقى نبصق في وجوههم وعلى شعاراتهم الماسونية

لا عجب أن نكون في ذيل الأمم ونحن نرزح تحت نير هؤلاء الضعفاء ..


إن الله معنا ..

ولتسقط دويلات الطوائف .. 
أن الله معنا .. وليخسأ طابور الماسونية  


عبيد خلف العنزي

3/7/2008م

مـتـى تـنـتـفـض الـدجـاجـة ؟

ربما تكون الكتابة والنقاش  في هذا الموضوع نوعاً من الضرب ( في الميت) كما يقولون..
 وطبعاً ( الضرب في الميت حرام ) إنما تبقى غريزة البشر في حب البقاء والدفاع عن الذات تتحكم في الكثير من الموازين وهذا بالضبط ما أعتمد عليه في طرحي هنا 
عسى أن يكون تحت الرماد والأطلال ومضة تحتاج من يزيح عنها الركام ( علي أجد على النهار هدى )
المقاطعة ..
طبعا أرى الكثير من العيون تنكمش والملامح تتجهم في ملل من ذكرى هذا الموضوع
واسمحوا لي أن أقول ذكرى لأنه بات فعلا من ذكرياتنا ..
من إرث فخم كان لدينا وتلاشى قبل بضع سنوات ..
عندما رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا العالم الفاني لم يترك خلفه الأبراج ولا المطارات والشوارع
لقد ترك ما هو أعظم من كل هذا ..
الحضارة ..
ترك رجالاً لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله نهضوا ونشروا الدين وكانوا بكل المقاييس الفاتحين في عهد كانت كل الدول تغزو وتنهب، كانوا يفتحون البلاد وينشرون دين الله حتى وصفهم علماء الغرب ومستشرقيه بالفاتحين لأنهم يدخلون البلاد برسالة ويصنعون الحضارة عبر توثيق الأمان وترسية الأخلاق وتفعيل الإنسانية ..
وهذا ما حاربه الغرب منذ سقوط الأندلس ..
وكانت الحرب تشمل العديد من المحاور التي ساهمت في نشر نفايات الغرب في عقول الأجيال الصاعدة لتكون الطموحات واهية والأحلام ( سفيهة ) لا ترتقي إلى مجرد التفكير في حالة الجماعة ولا تتجاوز نزوة الفرد في اليوم والليلة ..
وهنا يجب علينا الحديث عن مصلحة الجماعة بغض النظر عن نزوات أصحاب النزوات، ففي نظري و نظر أي إنسان سوي يجب علينا الحفاظ على خط الحياة والبقاء، خاصة إذا كان ما يحدث الآن من هيمنة الأسلوب الغربي ( والأمريكي على وجه الخصوص) في ممارساتنا اليومية في العالم العربي يهدد بشكل مباشر وجودنا ويعرضنا للفناء وأن نكون تماما مثل سكان أمريكا الأصليين ( الهنود الحمر ) عندما تصبح هويتنا وطبيعتنا عبئاً علينا بشكل يؤثر سلبا على تعاطينا مع المواقف والموجات المضادة لنا والتي تدعمها الإمبريالية الغربية لنزع ما نحن عليه واستبداله ما يروجونه ويجربونه في شوارعهم التي تعج بالجريمة والمخدرات  ..
الإشكالية الحقيقية تكمن في أننا لا نعاني من الفجوة الدماغية التي كان يعاني منها الروس والنازيون في مطلع القرن الماضي ولا نمارس الخواء الإنساني كما كان يفعل المغول وكما هو حال الشعب الفارسي ( الإيراني ) حالياً ..
لأن إرثنا يقوم على استقلال الفرد وقوة الجماعة والتحضر الجماعي عبر قناة واحدة هي شعار إسلامي أساسي ومبدئي في كل التعاملات: ( إخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد )
وطبعا المعيار الجاهلي يتكدس حصريا في تعظيم وتفخيم الشخوص من البشر وهو ما نمارسه حالياً وهذا معيار العودة إلى زمن الجاهلية فالصورة كانت تعظيم وتفخيم أحجار لا تسمن ولا تغني من جوع
وهذا الفيلم الرديء تطور ليكون عبادة وتعظيم شخوص رمزية لا تسمن ولا تغني من جوع في مضمار السياسة الخارجية أو العمل القومي للأمة الواحدة مما يعود بنا ( بإنتكاس) إلى برزخ القمقم والعفريت الذي يمارسه الغرب هذه الأيام على شكل  معاملة العصا والجزرة
الحقيقة التي أود هنا وضعها في نصابها هي مسألة خوف الكثيرين من عامة الشعب العربي من المقاطعة الإقتصادية ومحاربة الفريق الآخر لها في ضراوة غريبة .. 
عندما أطلق الممثل الأمريكي ( ميل جيبسون) فيلمه الشهير آلالام المسيح عجت الشوارع باليهود الذين تظاهروا ضد الفيلم وحطموا السيارات ومزقوا لوحات الإعلان للفيلم الذي يحكي قصة عيسى عليه السلام وتآمر اليهود عليه مع الدولة الرومانية لقتله وهي قصة معروفة ومذكورة في كل الكتب المقدسة ..
والنتيجة أن الممثل الشهير تم اتهامه بمعادات السامية وتم رفع القضايا ضده وتحطيم سيارته الشخصية والاعتداء على عائلته قبيل بدء عرض الفيلم في الولايات المتحدة !!
وإني أسأل دعاة العلمانية والليبرالية الحديثة : أين هي حرية التعبير التي دافعتم عنها في إستماته والدانمارك تشتم رسولنا صلى الله عليه وسلم ؟!!
بل ماذا كان سيحدث لو كانت الإساءة لملك أو رئيس عربي اليوم ؟!  
هل تتوقعون أن يكون الصمت مطبقاً كما هو الحال في شتم رسولنا صلى الله عليه وسلم الذي امتد لأكثر من تسعة سنوات جعلت حتى رعاع الشوارع تتمادى وتسبه عندما أفلست الشعوب من ساستها ومن حضارتها التي بدا وكأن الحضارة الغربية تغلبها بالمظاهر التي تنشرها عبر الإعلام ( المسيس ) و(ديوانيات العلمنة ) التي ماعادت تفرق بين التيار والإعصار وما عادت تكترث للبناء الفكري أو البناء الحضاري ما دامت المادة هي مقياس الحياة والشرف
في مجتمعات قامت الماسونية بهندسة الجوع فيها،وفرض الحصارعلى مدخراتها لتكون في صراع دائم مع الوقت لتأمين لقمة الخبز بينما تتنعم الشريحة الفاسدة من البطانات والساسة في ملذات الحياة وبذخ السفر تماشيا مع ( البريستيج) الحالي الذي 

هنا يقتضي أسلوب الحياة المنتشر على التواصل الاجتماعي أن يهيموا على وجوههم نساء ورجالاً دون هدف سوى المتعة والانغماس في ( ستايل) المدنية الغربية، التي تتكفل بإبعادهم عن الأهداف السامية بينما تسلمهم ( على فسادهم ) مقاليد الأمور السياسية لتكون القوة الشعبية بيد مائعة جريئة على الارتشاء والفساد، مما يجعل ضربات مثل ( الاعتداء على غزة وشتم الرسول صلى الله عليه وسلم ) مجرد أحداث عادية أو خلاف في وجهات النظر بين الأمم والشعوب يحتاج إلى السكون و( التطنيش ) كما هو الحال الآن ..
الحمد لله لدينا شريحة كبيرة تريد الحفاظ على إرثها الإنساني وتعتز بكونها ما هي عليه ..
فمهما فعلوا سنبقى عرباً لنا طريقتنا وعندنا إرثنا ونتكيء بلا مبالغة على معايير أخلاقية وسلوكية أنظف كثيرا مما هو الحال في الغرب مهما حاولوا ان يمزجوا قمامتهم بنا سنبقى كما نحن ..
جيناتنا لا تقبل الامتزاج بتلك النفايات ..

*** 


المقاطعة الإقتصادية ..
المقاطعة هي أقوى سلاح وأشد الأسلحة فتكاً بالعالم على الإطلاق ..
فالحضارة الرأسمالية الغربية نهضت بالأساس على المال ..
والمال هو السلاح الذي استخدمه اليهود ليشتروا البراءة من دم المسيح من الفاتيكان عام 1961م كما أنه هو العنصر الحيوي الذي مكنهم من شراء نصف شركات العالم عبر ترأسهم لتجارة السلاح والدعارة كما أن تسلطهم عبر الإعلام الغربي جعل منهم شعب الله المختار من جديد بعد أن استحدثوا الفرع الجديد في الديانة النصرانية وهو ( البروتوستنت) وهم النصارى المؤمنين بأن اليهود أخوال عيسى عليه السلام وأنهم شعب مقدس .. إلخ ..
مخصصات أمريكا وإيران للحروب والدعم لمخططاتهما الداعمة للكيان الصهيوني في الشرق الأوسط وإستراتيجيتهما المعلنة وغير المعلنة لدعم الصهاينة والحرب على الإرهاب ( الذي وصموه بنا ) وهو صناعتهم ( واسألوا 2 مليون ياباني ) ضحايا قنبلتي هيروشيما وناجازاكي أواخر الحرب العالمية الثانية ( 1939-1945)
ليس هذا فقط بل بالمال..
 والمال وحده قام اليهود بترويج كذبتهم الشهيرة ( الهولوكوست) المحرقة النازية لليهود في الحرب العالمية
وعلى الرغم من أن كل الوثائق أجمعت أن عدد اليهود بعد بداية الحرب في أوروبا يقل كثيرا عن الـ3 ملايين يهودي ..
إلا أن الإعلام اليهودي والدعاية الغربية المعاونة جعلت هتلر مجرماً أعدم 6 ملايين يهودي في أفران الغاز ..
ورغم أنوفنا يجب أن نصدق ونحتفل مع اليهود بالدموع في ذكرى المحرقة كل عام  بل وأكثر من ذلك لابد أن نهز رؤوسنا في تفهم لمعاناتهم وهم يذبحون الفلسطينيين كل يوم لأنهم شعب لديه العديد من العقد والأمراض النفسية بسبب ما عانوه في المحرقة..
 مما يستوجب أن نتركهم يرفهون عن أنفسهم بقتل ذوينا وبني جلدتنا بسبب أو حتى بدون سبب دون أن يجرؤ الساسة أنفسهم على النطق فما بالك بشعوب تعاني لتحصيل اللقمة والعيش بسلام تحت مطرقة القمع السياسي و سندان الحرب الغربية على دينها وحضارتها التي تجاهد للبقاء من تحت أنقاض وركام نفايات غربية من شاكلة ( الهيب هوب والكدش والراب والجنس الثالث والمخدرات والتفسخ الأخلاقي والإنسعار وراء الجنس والهروب من ضوابط العقل والمنطق والآدمية )
الشاهد من كل هذا أن للمال قوة مؤثرة وفي هذا الوقت من التاريخ يكاد المال يكون هو سيد الأمور والفيصل في أي نزاع أو خلاف أو إختلاف مما يزيد من طاقة وعنفوان وتأثير سلاح المقاطعة الإقتصادية ..
تعتمد القوى الغربية كلياً في سطوتها السياسية وقوتها الاقتصادية على أموال دافعي الضرائب من الشعب الأمريكي فالمواطن الأمريكي يدفع ضريبة ثابته تتوازن مع دخله الشهري أو السنوي مما يجعله ذا حق في أن يستفيد من إعانة البطالة في حالة خسارته لعمله أو وظيفته وطبعا من يستفيدون من ضريبة البطالة يشكلون عبئاً على الدولة على عكس من يضخون اموالهم للدولة بإنتظام ليقوم الكونجرس بتصريفها كيفما يشاء
والنظام الضريبي معمول به في أغلب الدول الغربية وفي بعض الدول العربية مثل مصر والأردن وهو ما يقوم عليه السلاح الحضاري الإستراتيجي الذي نتناوله هنا ..
المقاطعة ..
في أواخر عام 2005م قام الكونجرس الأمريكي بدعم شركتي جنرال موتورز وفورد بمبلغ ثلاثة مليار دولار كدعم ( لوجستي ) حيث كانت الشركتين مهددتان بالإفلاس مما سيكون كارثة قومية على الحكومة التي ستتورط بعدد كبير من العاطلين عن العمل بعد أن عانت الحكومة المركزية أصلا من العمالة التي سرحتها الشركتين قبيل العام 2004م بعد خسائرها في السوقين الأوروبية والآسيوية مما جعلها تكثف الإنتاج في الشرق الأوسط وطبعا العرب من أكثر الشعوب المستهلكة بدون معايير ولا محاذير مما عاجل بالاتزان والانتعاش للشركتين خلال النصف الأخير من عام 2007م ومما خفف من أعباء وكابوس الإفلاس (شكرا لبني يعرب )
الصناعة الغربية تفوقت في العديد من المجالات على مدى سنوات القرن الماضي ومطلع هذا القرن مما جعل مسألة المقاطعة حساسة بعض الشيء ولكن مع انتفاضة المارد الكوري والصيني ورسوخ المارد الياباني أصبحت المعادلة أكثر أماناً وإمكانية نقلها من الخيال إلى أرض الواقع أصبحت ممكنة بشكل فعال مما يجعل تطبيق الفكرة حالياً هو بمثابة خط الدفاع الأخير ضد ما نواجهه من أزمات وحروب وصدام مع الغرب لمحاولة ضبط موازين المواجهة الشعبية على الأقل لأن الرؤوس السياسية متواطئة مع المارد الغربي الرأسمالي ..
وحيث أننا بالعديد من سلوكياتنا الشرائية ندعم اليهود والشيعة ( حصرياً ) بالمادة وذلك لاتساع رقعة منتجاتهم وشركاتهم التي تقدم العديد من الخدمات فإننا وبطريقة مباشرة أيضاً نساهم في قتل إخوتنا  في فلسطين فليس من المعقول أن أعلم وأقرأ وأتأكد وأشاهد رئيس شركة ( ستاربكس) الأمريكية ( اليهودية ) يكرم مجرم الحرب إريل شارون ويفاخر بأن شركته تدفع سنوياً 10% من صافي عائداتها لصالح المنظمات الصهيونية في فلسطين المحتلة ثم تكون لي الجرأة على أن أشتري من عندهم وأمضغ لحم الشهيدة إيمان حجو وأشرب دماء الطفل الشهيد محمد الدرة ..
هذا في حد ذاته سلوك مشين وإن كان جمهرة من العرب يمارسونه إلا أنه يبقى سلوكاً ينافي احترام الذات وتقدير الإنسانية ناهيك عن النخوة لإخوتنا وبني جلدتنا !!
عندما نعلم بأن هنري فورد مؤسس شركة فورد للسيارات هو أحد أكبر اليهود المتعصبين والذين دعموا مادياً عصابات الهاجانا الإجرامية إبان الحرب على فلسطين 1948  وأن أولاده وأحفاده الآن يساهمون بشكل محوري في تنمية عمليات الإستيطان الصهيوني في فلسطين فأقوم بشراء سياراته ودعم صناعته وترويج اسمه رغم كل هذا هنا تكون معايير الأخلاق قد اختلت واهتزت في أعماقي لأن المسألة أكبر من كونها بين شخص مسلم وعربي بل هي بين إنسان وعصبة من المرتزقة تريد دمار الإنسانية وإبادة عرق كامل لمجرد أنهم قد (شخبطوا ) في تلمودهم بأنهم شعب الله المختار ويحق لهم أن يبقوا وحدهم على هذه الأرض .. 
وهنا أسأل ذوي العقول من دعاة التحرر والانهزامية والعمل السياسي الصامت .. أليست هذه عنصرية ؟؟
وحين يأتي سقيم إدراك ليخبرنا أن حل المقاطعة حل ضيف وليس له جدوى ..
حينها يجب على ذوي العقول أن يبتسموا في إشفاق ..
لأن كافة الحلول أصلا غير مطروحة وغير مسموح بها فالثورة والاعتراض وتحطيم الممتلكات هو حق مكتسب لليهود فقط وحين يمارسه سواهم يصبح هذا نوعا من العنف والتخلف الحضاري لكن حين يمارسونه هم والدانمارك يكون هذا تحت بند حرية التعبير
المقاطعة هي السلاح الوحيد الذي بقي في يد الفرد
 والفرد يستطيع أن يفرضه على أسرته وبيته ومن هنا تكون الأمثولة لبقية الجيران والأقارب المحيطين به
 لتبدأ الشعلة التي لن تتوقف حتى يضغط تجارهم على ساستهم باحترام خصوصيات الآخرين ومقدساتهم وعدم تسفيه عبادتهم ومعتقداتهم التي تنطلق منها حضارتهم في الأساس كما هو الحال مع ما حدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تناولته أقلام الرسام الدانمركي الذي كرمته نصف دول أوروبا واعتبرته قد دخل التاريخ من أوسع أبوابه عندما شتم محمد صلى الله عليه وسلم ولم تجرؤ دولة عربية واحدة على النطق بمقاطعة ذلك البلد العنصري ولو من باب مساندة الشعوب التي ضجت بما أصاب نبيها صلى الله عليه وسلم وكأن الساسة ليسوا بمسلمين ولا يعنيهم ما حدث بل إن أحد مشيخة الخزي والعار المدعو عبدالمحسن العبيكان قد أصدر فتوى بتحريم المقاطعة لأنها تضر بالتجار عام 2005 م  ..
مما جعل المعتدي يزيد إجراما بإصدار فيلم مسيء عن النبي صلى الله عليه وسلم يصوره مع زوجاته كأنه في بيت دعارة وهذا سبق وحذرت منه في مقال بنفس العام بعنوان قاطعوهم إن كنتم أحياء 
وهنا دعوني أسترجع معكم ذات السؤال :
ماذا لو كانت الإساءة ضد عبد العزيز آل سعود أو عبد الله بن عبد العزيز أو عبد الله الثاني ملك الأردن أو شيخ الإمارات  .. 
ماذا كانت ستفعل دويلاتنا ؟؟
وهل هؤلاء أعز وأشرف وأكرم من محمد صلى الله عليه وسلم ؟!!
أيها الأعزاء ..
لن أسرد عليكم قائمة بالمنتجات الدانيماركية والشركات اليهودية فأنتم تعرفونها جيدا وهم يكتبون بلد المنشأ على منتجاتهم إبتداءً من شركة اليهود ( ستاربكس ) إلى ( مارك آند سبنسر )  وصولا إلى منتجات (  بوك )  وحتى منتجات  ( كيندر ) 
أنتم رقباء أنفسكم ..
وحريتكم تقاس بما تستطيعونه في مقاطعة تلك الشركات التي تمثل دولة سخرت منا ومن حضارتنا بل من وجودنا نفسه عندما شتمت رمز ديننا وسيد البشر بالنسبة إلينا محمد صلى الله عليه وسلم صاحب ثاني أكثر الديانات انتشار في العالم
ومن يتبع تشريعاته أكثر من مليار ونصف نسمه ..
وهذا المليار إن لم يكن فيه مليون مقاطع فنحن على شفا جرف هاو يوشك أن يهوي بنا في درك التبلد الفكري والخواء الأخلاقي يتبع ذلك كله الانقراض الإنساني ..
إن أية دجاجة تحترم نفسها
ستملأ الدنيا صراخاً وهي تـُذبح
فكيف ونحن نتساقط يوماً بعد يوما وما يبقى منا لا يكفي لملء كوب قهوة على ناصية خاوية ..
قاطعوهم إن كنتم أحياءً ..
إن كنتم بشراً ..


عبيد خلف العنزي
28/12/2010م